بيان من أجل التحرير الثوري

 

مهام النضال التحرري ضد الرأسمالية المتحللة

 

بيان من أجل ثورة العمال والمضطهدين الاشتراكية

 

للمؤتمر الاول للتيار الشيوعي الثوري الدولي

 

www.thecommunists.net  اكتوبر 2016

 

 

Download
RCIT-Manifesto_2016_Arabic_WEB.pdf
Adobe Acrobat Document 507.6 KB

 

تايوتحم
ةمدقملا
ةيلامسأرلا لالحنا
ملاعلا ءاحنأ عيمج يف ةيروثلاو ةيخيراتلا مويلا ةلحرم
ةمكاحلا ةقبطلل يعجرلا موجهلا
ةيربربلا ىلا ةيناسنإلا رايهنا فقول ةيكارتشا ةروث جمانرب
يملاع يروث بزح ءانبو ةدايقلا ةمزأ
ةدحوملا ةهبجلا كيتكتو ةيريهامج تامظنم يف لمعلا
رمعتسملا هبش بونجلا
نيصلاو ايسور قرشلا يف ةدعاصلا ىمظعلا ةيلايربمإلا ىوقلا
.نابايلا و ةيلامشلا اكيرمأ و يبوروألا داحتإلا : ىمظعلا ةيلايربمإلا ىوقلا
ةمتاخلا

 

 

* * * * *

 

 

 

 

المقدمة

 

 

 

   العالم الذي نعيش فيه في حالة اضطراب. لقد دخلت الرأسمالية مرحلة متأزمة غير منتهية. بل انها تتحلل. تغير المناخ، الذي ولمدة طويلة تنكره الشركات الكبيرة والحكومات العميلة، يعرض اعداد  متزايدة من البشر للخطر. الطبقة الحاكمة في جميع أنحاء العالم تكثف و بلا هوادة هجماتها على العمال والفقراء. ان قوى الامبريالية العظمى من الغرب والشرق، بتنافسها المشترك الذي يتكثف بشكل مطرد، تقوم بإرهاب شعوب الدول النامية (شبه المستعمرات) عسكريا واقتصاديا بهدف الاستغلال المفرط. ينظم المضطهدون باستمرار نضالات جماهيرية ليثوروا ضد هذا الوضع ، حتى إلى حد شن انتفاضات مسلحة وحروب أهلية. لكنهم يتعرضون للخيانة من قبل قياداتهم، التي اما تقوم ببيع قضية نضالهم العادل مقابل حصولها على بعض المناصب أو، إن لم تكن فاسدة، فلافتقادها لبرنامج صالح يطيح الحكام الجشعين.

 

   ان السنوات القادمة ستتميز بهجوم رجعي من الطبقة الحاكمة، ولكن أيضا بنضالات جماهيرية للعمال والمضطهدين. ان هذا هو الوقت المناسب لكل شخص لاتخاذ قرار. كل الذين لا يريدون اتخاذ الموقف اللامبالي و كل من يريد أن يغير مصير المقهورين  يجب عليه أن ينضم إلى الكفاح. ولكن ينبغي له ألا ينضم إلى الكفاح كمتهور أعمى، بل بوجود خطة. بوجود برنامج وكجزء من الجماعية..

 

   يدعو التيار الشيوعي الثوري الدولي  جميع الثوريين للتحشد تحت راية الماركسية الأصيلة. نريد أن نتحد مع كل من يستطيع ان يميز بالبرنامج حاضرا معروضا والذين هم على استعداد تام لتكريس حياتهم للنضال التحرري للطبقة العاملة والمضطهدين. ليس لدينا وقت لنخسره. لدينا كل شيء لنفوز. وكفاحنا ضد الطبقة الحاكمة لن يكون سهلا او لمدة قصيرة. سوف يستغرق سنوات، وسيتطلب تضحيات كبيرة مننا جميعا. ولكن هل يمكن يكون هناك هدف أسمى للحياة غير تكريسها للنضال من أجل التحرر العالمي ,لإنقاذ مستقبل البشرية ؟

 

   نحن فقط ندرك جيدا أن أهم سمة من سمات الفترة الحالية هي الفجوة الهائلة الموجودة بين الحاجة الملحة الموضوعية للإطاحة بالرأسمالية عن طريق ما سيكون صراعا طبقيا مستمرا من جهة، وبين القوى الثورية الحالية ذات العدد القليل نسبيا. ان هذا ,على أي حال، ليس سببا لليأس، بل يجب ان يزيد ويعزز من التزامنا وواجبنا لتوحيد كل الثوار الأصيلين على أسس برنامج جاد ومنظور ولتأسيس حزب ثوري عالمي.

 

   ويصدر التيار الشيوعي الثوري الدولي هذا البيان من أجل تقديم منصة يمكن لجميع الثوريين من خلالها أن يتحدوا ويتدخلوا في الصراعات الطبقية في الفترة التي امامنا. ان هذا البيان يشكل تأكيدا واستمرارية وادراكا لبرنامج التيار الشيوعي الثوري (البيان الشيوعي الثوري)، الذي تم نشره في عام 2012، مع الأخذ بعين الاعتبار الدروس والتجارب المهمة للصراع الطبقي العالمي خلال السنوات الأربع الماضية.

 

 

 

1-      انحلال الرأسمالية

 

 

 

   ان المرحلة التاريخية الحالية والتي افتتحت عام 2008 تتسم بالانحلال الدرامي لقوى الانتاج الرأسمالية. وكما اسهبت ال RCIT بالذكر في وثائق عدة , فهذا الانحلال يظهر نفسه في العمق الدرامي للكساد العظيم لعام 2008-2009والافتقار الى أي نمو حركي منذ ذلك الحين  واقتراب الكساد القادم.

 

   ومع ذلك، فان انحلال قوى الانتاج الرأسمالية ينعكس أكثر وبشكل كبير من خلال الظروف المعيشية المتدهورة للطبقة العاملة العالمية، الفلاحين وفقراء المدن - الذين يشكلون الغالبية العظمى من البشرية. رسميا أكثر من 200 مليون شخص عاطلون عن العمل، ولكن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. ووفقا للأمم المتحدة، فان ما يقارب المائة الالف شخص من جميع أنحاء العالم يموتون من الجوع كل يوم، وحوالي 852 مليون يعانون من الجوع المزمن. يوجد هذا الوضع المخزي على الرغم من حقيقة أن العالم ينتج أكثر من 1 ونصف ما يكفي من الغذاء لإطعام الجميع على هذا الكوكب. ومع ذلك، ففي عالم يعيش فيه 2.2 مليار شخص على أقل من دولارين في اليوم (في عام 2011)، هناك كثير لا يقدرون على شراء كميات كافية من الطعام.

 

   وفي الوقت نفسه، ازداد التفاوت بشكل كبير. فوفقا لأحدث دراسة منظمة أوكسفام، في عام 2015، تملك  أغنى 62 شخصا في العالم على نفس القدر من الثروة التي يمتلكها ال 3.6 مليار نسمة الذين يشكلون نصف السفلي الاقتصادي للإنسانية. ولكن هذا ليس سوى غيض من فيض. فلم يحدث من قبل التفاوت بين الطبقات وبين الدول بهذا الشكل الكبير جدا بمستوى عالمي. ووفقا للأرقام الصادرة عن بنك كريدت سويس - مصدر لا يمكن لأحد أن يتهمه بأن له أيديولوجية معادية للرأسمالية – فإن أقلية ضئيلة (0.7٪ من سكان العالم)، وهو ما يمثل إلى حد كبير الطبقة الرأسمالية العالمية، تمتلك 41٪ من ثروات العالم. والطبقة الوسطى العالمية (7.7٪ من سكان العالم) تمتلك ما يقارب نفس الكمية (42.3٪ من ثروة العالم). 22.9٪  من سكان العالم، ربما تمثل حصة كبيرة من الطبقة العاملة في البلدان الامبريالية والطبقة الوسطى في العالم شبه الاستعماري (الدول النامية)، تمتلك 13.7٪، اما الغالبية العظمى من سكان العالم (68.7٪) - تمثل في الغالب الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء من الجنوب – التي تمتلك النسبة الضئيلة، 3٪ فقط من ثروة العالم.

 

   كما أشار ماركس، فإن الرأسمالية في انحلالها تحول على نحو متزايد قوى الإنتاج إلى قوى تدمير. مثال على ذلك هو التغيير الجذري في المناخ وآثاره على العديد من الدول وشعوبها. يقدر العلماء بأن استمرار استخدام طاقة الكربون المكثفة و التغيرات في المناخ التي تنتج من هذا، سوف تسبب 6 ملايين حالة وفاة سنويا بحلول عام 2030. ويحذرون أيضا أنه "ما لم يتم اتخاذ إجراء وقائي قوي، من الآن وحتى عام 2050 سيؤدي تغير المناخ الى زيادة عدد النازحين في العالم إلى مليار على الأقل".

 

   مثال آخر على التحول الرهيب لقوى الانتاج الى قوى تدميرية هو الزيادة الهائلة في الإنفاق العسكري. فالقوى العظمى - بقيادة الولايات المتحدة وتليها الصين، وروسيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا - تنفق سنويا أكثر من 1.2 تريليون دولار للأسلحة والنظم ذات الصلة.

 

وقد أدى العدد المتزايد من الحروب والاحتلالات العسكرية إلى زيادة كبيرة في عدد ضحايا الحرب والمشردين. في سوريا وحدها، لقي 470 ألف شخص على الاقل مصرعهم نتيجة لإصرار نظام الأسد على التمسك بالسلطة والامتيازات. ووفقا للمفوضية الاممية لحقوق الانسان، فقد ارتفع العدد الإجمالي للنازحين من 42.5 مليون (2011) إلى 63500000 (2015)، بزيادة مذهلة من 50٪ في غضون أربع سنوات فقط!

 

   ما هي أسباب الأزمة التاريخية للرأسمالية؟ إلى حد كبير، لا يمكن العثور عليها في قرارات سيئة من السياسيين أو جشع الرأسماليين - على الرغم من ان كل من هذه الاسباب موجودة بالتأكيد وعلى نطاق واسع. ان السبب الأساسي للكساد الاقتصادي والعدد المتزايد من الحروب والكوارث والبؤس يكمن في الآلية الداخلية للنظام الرأسمالي نفسه. ان التراكمات الآخذة في التوسع من رأس المال تجد فرصا أقل وأقل للاستثمار المربح – يعكس هذا قانون ميل معدل الربح نحو الانخفاض (والذي اعتبره ماركس القانون الأكثر أهمية في الاقتصاد السياسي). وهذا يؤدي إلى العداء المتسارع بين الطبيعة الاجتماعية لقوى الإنتاج والطبيعة الخاصة لوسائل الإنتاج (أي الملكية الرأسمالية)، فضلا عن التناقضات المتفاقمة بين الطبيعة العالمية لقوى الإنتاج والدولة القومية.

 

   وبناء على ذلك، وخلافا للمعتقدات الخاطئة للإصلاحيين، الشعبويين والوسطيين، فان بؤس الإنسانية الناجمة عن الرأسمالية التي تعاني من أزمة لا يمكن التغلب عليها عن طريق الإصلاحات (السياسة الاقتصادية الكينزية "الحكومة اليسارية"، وما إلى ذلك)، ولكن فقط عن طريق تحطيم النظام العالمي الرأسمالي نفسه، وذلك عن طريق الثورة العالمية من الطبقة العاملة والمظلومين، والتي من شأنها إسقاط الطبقات الحاكمة، وإقامة الاتحاد العالمي لجمهوريات العمال والمظلومين.

 

 

 

 

 

 

 

2-      مرحلة اليوم التاريخية والثورية في جميع أنحاء العالم

 

 

 

   نتيجة لانحلال قوى الانتاج للرأسمالية، وبالتالي الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للنظام، فان العالم اليوم هو حامل بانفجارات كبرى وانهيارات اقتصادية وحروب كبرى وكوارث مناخية وثورات سياسية.

 

   وبسبب ديناميكية زيادة تركيز التناقضات المتأصلة لتراكم راس المال وانخفاض معدل الربح من الإنتاج الرأسمالي الذي، بدلا من قنوات انتاج رئيسية غير موجودة للاستثمار، اضطرت البرجوازية وعلى مدى عقود الى الدفاع وزيادة قيمة رأسمالها المتراكم وأرباحها المستقبلية من خلال وسيلتين رئيسيتين:

 

 (1زيادة التمويل للاقتصاد العالمي (أي خلق فقاعات استثمارية الواحدة تلو الاخرى - "الثروة على الورق")

 

2) مهاجمة الطبقة العاملة باستمرار بحزم التقشف الواحدة تلو الاخرى.

 

   وبطبيعة الحال هذه الوسيلتان مرتبطتان ارتباطا وثيقا، كما نلحظ عند تفجر آخر فقاعة مالية. وكان هذا بالذات واضحا عندما تم تجنب الانهيار المحتمل في 2008 للبنوك الغربية الكبيرة فقط عن طريق النقل الإجرامي غير المسبوق لضرائب العمال من قبل الحكومات البرجوازية إلى الماليين المحترفين في وول ستريت. عندما يتم نهب خزائن الدول الرأسمالية لإنقاذ المصرفيين المجرمين تواجه الطبقة العاملة خصميات كبيرة في الإنفاق الحكومي على الصحة والتعليم والإسكان والرعاية الاجتماعية.

 

   بسبب الانخفاض المماثل لمعدل الربح ، تحتاج الإمبريالية البرجوازية على نحو متزايد وغير منقطع لخنق الدول شبه الاستعمارية في الجنوب، بشفط المزيد والمزيد من الأرباح المتولدة هناك الى خزائنها الخاصة عن طريق الالتزامات الاقتصادية التي تمنحها الحكومات العميلة , والقروض "السخية" بفائدة التي تجد هذه الدول المنهوبة انه من المستحيل تسديدها. ان هذه السرقة المستمرة لبلدان الجنوب في المقابل تجعل وجود كل من الدول الإمبريالية ملموسا، ليؤدي إلى شن المزيد والمزيد من التدخلات العسكرية والاحتلال (في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومالي...الخ)، وبالتالي تعزيز سيطرتها على واحدة أو أخرى من هذه الدول "الطرفية".

 

   و بالضبط ولهذا السبب في أن التنافس بين القوى الامبريالية العظمى يتفاقم لأنها جميعا مضطرة في ان تتنافس ضد بعضها البعض للحصول على حصة أكبر من الثروة الرأسمالية العالمية المتناقصة نسبيا. والنتيجة هي الصراع التزايد الذي نشهده اليوم، على سبيل المثال، بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد روسيا على أوكرانيا أو سوريا، أو بين الولايات المتحدة واليابان ضد الصين في شرق آسيا.

 

   لا يمكن ان يتم حل أي من هذه التناقضات في حدود النظام الرأسمالي. الأزمات والكساد والحروب ستتسارع أكثر وأكثر إذا لم تحطم الطبقة العاملة النظام الرأسمالي.

 

   إذا لم يتم وقف القوى الامبريالية العظمى في الوقت المناسب، فالتنافس بينها سيؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. لا يمكن للطبقة العاملة أن تنهي هذه السلسلة المتواصلة من البؤس والحروب والكوارث الا عن طريق الثورة الاشتراكية العالمية. بيان روزا لوكسمبورغ في ان البشرية امام احد خيارين "الاشتراكية أو البربرية" لهو اقرب اليوم من أي وقت مضى. في ظل ظروف أوائل القرن ال21، يتجسد بيان لوكسمبورغ بالمعنى: "الاشتراكية أو الموت على نطاق واسع من خلال تدمير المناخ والحرب العالمية الثالثة"!

 

   هذا هو السبب في أن RCIT, كما أعلنت بالفعل في برنامجها عام 2012، تصف المرحلة التاريخية الحالية من انحلال الرأسمالية بالمرحلة الثورية. ان انحلال الرأسمالية يثير باستمرار الأزمات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي والخطر المتواصل من الحرب، وذلك يولد باستمرار حالات ثورية، فضلا عن اخطار الثورات المضادة. ان أحداث تاريخية مثل انهيار الاقتصاد العالمي بالتزامن مع أزمة سياسية وعسكرية كبرى بين القوى العظمى أو انتفاضة شعبية في الصين يمكن أن تدشن حالة ثورية في جميع أنحاء العالم. تدعو ال RCIT طليعة الطبقة العاملة لإعداد نفسها لمثل هذه الفترة زاخرة التشنجات الثورية.

 

3- الهجوم الرجعي للطبقة الحاكمة

 

 

 

   شهدنا منذ بداية الفترة الحالية في عام 2008 مراحل مختلفة من الصراع الطبقي. عندما شعرت الجماهير الشعبية بتبعات الكساد العظيم، انتفضوا ضد الطبقة الحاكمة. ان أهم تصعيد ثوري قد حدث في العالم العربي، حيث أطاحت الجماهير بالطغاة في تونس ومصر وليبيا واليمن في عام 2011 واستمرت مقاومتهم البطولية في البلدان الأخرى التي دافع الحكام وتمكنوا، في الوقت الحاضر، من الاحتفاظ بسلطتهم بكل الوسائل العسكرية المتاحة (سوريا، البحرين، وما إلى ذلك).

 

   بالإضافة إلى الانتفاضة المسلحة الباسلة للشعب السوري ضد نظام الأسد والمقاومة المستمرة ضد الدكتاتورية العسكرية في مصر، فقد قامت سلسلة من الصراعات الطبقية الهامة الأخرى في السنوات الأخيرة : نضال المعلمين في المكسيك. الاحتجاجات الشعبية في البرازيل في عام 2013، فضلا عن المقاومة ضد الانقلاب في 2015/16. إضراب عمال مناجم ماريكانا 2012 في جنوب أفريقيا؛ أكبر إضرابات عامة في تاريخ البشرية في الهند، والذي شارك فيه 150 مليون شخص في سبتمبر 2015؛ حركة مهم ان يعيش الاسود في الولايات المتحدة الأمريكية؛ أكثر من 35 إضراب عامة في اليونان. والاحتجاجات الحاشدة ضد قانون العمل في فرنسا في عام    2016.

 

   لكن، وكما كانت هذه النضالات الجماهيرية عفوية غالبا، فإنها قد افتقرت ومع الأسف لقيادات بمنظور يمكنها من الإطاحة ليس فقط بالحكام، بل و بالطبقة الحاكمة برمتها من بلدانهم. ونتيجة لغياب القيادات الثورية، واجهت هذه النضالات ضد عقبات هائلة. ومرة تلو الأخرى، تمكنت الطبقة الحاكمة إما من تهدئة هذه الحركات أو قمعها بطريقة وحشية وإلحاق الهزيمة بها.

 

   ونتيجة لذلك، فإن الطبقة العاملة الآن تشهد هجمات رجعية من قبل الطبقة الحاكمة المحلية في مناطق كثيرة من العالم. ولا تقوم البرجوازية بمواصلة وتكثيف هجمات التقشف المتهورة وبرامج الخصخصة فقط، والتي تقود قطاعات أكبر وأكبر من الطبقة العاملة والمظلومين الى الفقر وانعدام الأمن الاجتماعي؛ بل هي ايضا تهاجم وبشكل متزايد الحقوق الديمقراطية الأساسية لمواطنيها. وهكذا، على سبيل المثال، فإننا نشهد هجمات الرجعية مثل الانقلاب العسكري في مصر وعودة زمرة بن علي في تونس والانقلاب المؤسسي لعام 2016 في البرازيل وتقدم القوى اليمينية في الأرجنتين وفنزويلا وانقلاب 2014 العسكري في تايلاند وتفاقم الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المهاجرين واللاجئين؛ وكذلك العسكرة المتزايدة في جميع أنحاء العالم الغربي وبين الإمبريالية الروسية والصينية أيضا.

 

   ومع تعاظم مخازن الأسلحة الخاصة بهم في الطريق الخطأ، كثفت القوى الامبريالية العظمى من تدخلاتها العسكرية في العالم شبه الاستعماري(الدول النامية) بغرض هزيمة أي مقاومة شعبية. ونتيجة لذلك، يتم ذبح عشرات الآلاف بواسطة الصواريخ، والقنابل، وقصف الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإسرائيل، أو من قبل أذنابهم المحليين في أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين ومالي وليبيا والصومال وغيرها بلدان.

 

   وعلاوة على ذلك، فإن القوى العظمى - الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والصين وروسيا - تثير التسليح والشوفينية تماما كاستخدام العقوبات الاقتصادية لزيادة مجالات نفوذ كل منها على حساب منافسيهم، وتنظيم سكانهم بشكل قومي متعصب وراء برامجهم التوسعية الخاصة بهم.

 

   باختصار، في عالم اليوم نحن نشهد تفاقم ضخم وعلى نحو متزايد للتناقضات على جميع المحاور الثلاثة للتناقضات الاقتصادية والسياسية - الصراع الطبقي بين الرأسماليين والعمال والمظلومين والصراع بين القوى العظمى والشركات متعددة الجنسيات ضد الشعوب المقهورة في الجنوب  والصراع بين القوى الإمبريالية المتنافسة.

 

   هذه الهجمات الرجعية للطبقات الحاكمة قد ادت الى عدد من الهزائم الخطيرة للطبقة العاملة والمضطهدين. ولكنها أيضا تثير حتما فورات جديدة في الصراع الطبقي - النضالات الاقتصادية، الإضرابات العامة والانتفاضات الشعبية، والمقاومة المسلحة ضد المحتلين الأجانب، والعصيان. أمامنا تكمن مرحلة صراعات طبقية حادة ومتفجرة مليئة بالإمكانيات الثورية واخطار الثورة المضادة.

 

 

 

 

 

4- برنامج ثورة اشتراكية لوقف انهيار الإنسانية الى البربرية

 

 

 

   من أجل صد الهجمات الرجعية من الطبقة الحاكمة يجب على العمال والمضطهدين ان يحاربوا تحت راية برنامج يدافع عن كل حق ديمقراطي واجتماعي ، والذي يجمع بين هذا الصراع ونظرة الإطاحة الثورية للرأسمالية. وكثوريين، لا تحتقر الRCIT  بأي شكل من الأشكال النضال من أجل الإصلاحات والدفاع عن الحقوق الموجودة. بل على العكس تماما، ففي جميع الحالات تقريبا لن تبرز المواقف الثورية الا من النضالات التي تدافع الجماهير عن حقوقها الديموقراطية والاجتماعية ضد هجمات الطبقة الحاكمة.

 

   ولذلك، فإن أي برنامج عمل ثوري للفترة الحالية يجب أن يبدأ مع القضايا الساخنة للصراع الطبقي اليوم، أي الدفاع عن العمال والمضطهدين ضد الهجوم الرأسمالي. برنامج كهذا ليس قائمة من المناشدات التي ندعو الدولة الرأسمالية لتنفيذها ,كما يفعل الإصلاحيين والبيروقراطيين عادة ، و التركيز على المفاوضات وراء الأبواب المغلقة والانتخابات والمناورات البرلمانية. بل هو برنامج عمل ثوري فدائي يركز على الوسائل لقيادة صراع طبقي شديد و ولتطوير التنظيم الذاتي للعمال والمضطهدين.

 

   هذا هو السبب في أن الثوريين يدعون الطبقة العاملة والمضطهدة للقتال من أجل مصالحهم باستخدام جميع أشكال النضال الجماهيري المفروض من قبل ظروف محددة - بدءا من المظاهرات الحاشدة والإضرابات العامة والاعتصامات إلى العصيان المسلح والحروب الأهلية . وبالمثل، فان في كل النضالات يدعو الثوريون لتشكيل لجان عمل من العمال والشباب والجماهير الشعبية في أماكن العمل، والأحياء والقرى والمدارس والجامعات. وعلاوة على ذلك، فان الثوريين يدعون إلى تشكيل وحدات دفاع عن النفس للدفاع عن المضربين و المتظاهرين والمهاجرين واللاجئين في ظل العنف الذي ترتكبه الشرطة والفاشيين. في حالات الصراعات الطبقية الحادة، يمكن توسيع هذه الهيئات فلجان العمل يمكن أن تصبح مجالس (مثل السوفييتات في روسيا في عام 1917) مسنودة من قبل والعمال المسلحين والميليشيات الشعبية وساندة لهم.

 

    لقد اوجزت ال RCIT برنامج العمل خاصتها في البيان الشيوعي الثوري (2012). وفيما يلي سنقوم بتلخيص ما نعتبره أهم القضايا فيما يخص المرحلة السياسية الراهنة وتوفير اجوبة ثورية لكل منها.

 

 

 

الدفاع عن الحقوق الديمقراطية! تسقط البونابرتية، ممالك ودكتاتوريات!

 

   أصبح النضال من أجل الحقوق الديمقراطية واحد من أهم القضايا في هذا العصر الذي الرأسمالية فيه في انحلال. في هذا السياق، فإن الطبقات الحاكمة ,وبشكل ملزم لها, تنتهك وتدوس على الحقوق الديمقراطية وتسعى إلى استبدالها بديمقراطية برجوازية محدودة تم وضعها من قبل البونابرتية الرأسمالية والدكتاتورية.

 

   منذ العام 2011، أصبح النضال من أجل الحقوق الديمقراطية دعوة للمعركة ضد الدكتاتوريات المحلية في الثورات العربية. وقد أصبح هذا النضال هاما للدفاع عن العمال والمضطهدين ضد الانقلابات العسكرية والمؤسسية (هندوراس عام 2009، باراغواي 2012، مصر 2013، وتايلاند، وبوركينا فاسو عام 2014، بوروندي عام 2015، والبرازيل، وتركيا 2016). هو أيضا قضية مركزية في الصين، حيث تتعرض الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء للاضطهاد من قبل الديكتاتورية الستالينية الرأسمالية. وقد أصبحت قضية هامة في البلدان الامبريالية الغربية حيث وان والبرجوازية تحكم عن بوسائل بونابرتية وبالمراقبة الجماعية وتوسيع دولة الشرطة ( "حالة الطوارئ" دائمة في فرنسا، وزيادة استخدام الجيش للعمليات المحلية في دول أوروبية مختلفة، وما إلى ذلك(

 

   تدعو الRCIT  طليعة العمال إلى الحشد للدفاع عن جميع الحقوق الديمقراطية (على سبيل المثال، الحق في الإضراب وحرية التعبير والتجمع، وحرية التنظيم السياسي والنقابات، وكذلك حرية الاستفادة من كل الاتصالات و وسائل الإعلام).

 

   وبالمثل، يجب على الطبقة العاملة التعبئة ضد كل اشكال الديكتاتورية والشرطة والدولة المراقبة :ضد توسيع صلاحيات الشرطة والمحاكم؛ ضد مؤسسات الرئاسة والملكيات والمؤسسات البونابرتية مثل المجالس العسكرية ومجالس الأمن القومي وما إلى ذلك؛ ضد الفساد المتأصل لجميع أنواع أجهزة الدولة البرجوازية (سواء في استبداديتها او في نسختها "الديمقراطية") - وهنا ندعو إلى تطهير جذري لجهاز الدولة! جميع المسؤولين والموظفين في الدولة وأفعالهم - خاصة الشرطة والجيش والمخابرات والإدارة والقانون، ومديري المشاريع، وما إلى ذلك – يجب ان يكونوا مراقبين تحت سلطة وتحكم المجالس العمالية والشعبية !

 

   الاشتراكيون يعارضون جهاز الدولة البيروقراطي ويدعمون تمديد صلاحيات  الحكم الذاتي المحلي كبديل. ومن أجل محاربة جهاز الدولة البيروقراطي والفاسد ندعو إلى الحق في انتخاب وسحب الانتخاب جميع مسؤولي المناصب العامة.

 

   شعار مركزي في النضال من أجل الحقوق الديمقراطية - ليس فقط في النضال ضد الدكتاتورية ولكن أيضا في الحالات التي تكون قضايا الديمقراطية فيها في وسط الأزمات السياسية العميقة - هو الدعوة إلى جمعية تأسيسية ثورية . جمعية جسدها ديموقراطي لها مندوبين بحيث يكون هؤلاء المندوبين متحكم بهم من قبل أولئك الذين انتخبوهم والذين لهم حرية سحب تصويتهم. ان دور الجمعية هو المناقشة واتخاذ القرارات بالقضايا الدستورية، ويجب أن تكون محمية من قبل العمال والميليشيات الشعبية ضد أي تهديد من القوى الرجعية.

 

تدين الRCIT  وبشدة جميع القوى الإصلاحية والوسطية التي تعجز عن اتخاذ موقف واضح في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية والتي ترفض المشاركة في النضالات الشعبية (التي تقودها عادة القوى البرجوازية-الشعبوية أو البرجوازية الصغيرة) ضد الديكتاتوريات أو القوى الرجعية التي تحاول إثارة انقلاب عسكري. من المهم ان يفعل الاشتراكيون تكتيك الجبهة الموحدة - بما في ذلك تحالفها مع تلك القوى البرجوازية الشعبوية أو البرجوازية الصغيرة المؤثرة بدرجة كبيرة على الجماهير للتحرك ضد أي دكتاتورية (على سبيل المثال، التشافيزية، الأحزاب الإسلامية المختلفة مثل الإخوان المسلمين في مصر، حزب تاكسين في تايلاند) - في النضال ضد قوى الرجعية وفي الدفاع عن الحقوق الديمقراطية! والتحالف مع أي طائفية تحت شعار "النقاء السياسي"، أي رفض للانضمام إلى معسكر القتال بشكل ملموس ضد العدو الرئيسي في الصراع الطبقي، بحجة أن "كلا الجانبين البرجوازية في شخصية" يمكن أن يؤدي إلا إلى بجدارة العزلة الذاتية . وهذا هو شبه الأيديولوجي التعالي ليس سوى خيانة صارخة للمصالح الديمقراطية الأساسية للطبقة العاملة والفقراء.

 

 وبشكل خاص تتجلى خيانة الوسطيين في التكوينات المتمردة في هؤلاء الذين أشادوا بالانقلاب العسكري للجنرال السيسي في مصر بانه "الثورة الثانية" (وMorenoite مضاءة، IMT آلان وود، وRS Cliffite / IST)؛ أولئك الذين أثنى على حركة الميدان الأوروبي اليمينية الأوكرانية بأنها "ثورة ديمقراطية" (أي، في ماندل FI، وMorenoite LIT وأويت)؛ وأولئك الذين يدعمون ديكتاتورية الأسد الدموية ضد شعبه (على سبيل المثال، WWP، البولندي)

 

   وبشكل طبيعي، اي نضال دفاعي عن الحقوق الديمقراطية يمكن له فقط أن يحقق انتصارات مؤقتة فالرأسمالية المتحللة تهدف إلى خنق الديمقراطية البرجوازية والقضاء عليها. لذلك، كما أكد ليون تروتسكي – احد قادة ثورة اكتوبر، جنبا إلى جنب مع لينين، ومؤسس الاممية الرابعة - أكد في نظريته عن الثورة الدائمة بأن الثورة الديمقراطية لا يمكن لها أن تفوز بانتصارات مستدامة الا إذا تمت قيادتها من قبل الطبقة العاملة التي سوف تجمع بين النضال الديمقراطي مع مهمة تجريد البرجوازية. وبعبارة أخرى، من أجل تحقيق النجاح، يجب أن تقترن الثورة الديمقراطية مع الثورة الاشتراكية.

 

 

 

يسقط التقشف ، والخصخصة! ضد "اتفاقيات التجارة الحرة" للقوى العظمى "!

 

   مع تفاقم الأزمة الرأسمالية تزيد البرجوازية بشكل حتمي هجماتها على الطبقة العاملة والفقراء: تخفيضات في الأجور ,"لبرلة" حقوق العمل (على سبيل المثال، إصلاح قانون العمل في المكسيك أو 2016 قانون إلخمري في فرنسا)؛ مما يجعل ساعات العمل "مرنة". وايضا تخفيضات في المعاشات التقاعدية والتعليم - كل هذه هي هجمات شديدة على الطبقة العاملة وعلى الحقوق الشعبية على الصعيد الاقتصادي، والتي تجري في جميع القارات.

 

   ساحة حاسمة أخرى في الصراع الطبقي الاقتصادي اليوم هي موجة عمليات الخصخصة المستمرة. في بحثهم اليائس عن مصادر جديدة للتمويل، تبيع الحكومات البرجوازية بلا هوادة من ممتلكات الدولة إلى القلة الغنية، بثمن بخس في كثير من الاحيان. هذا ضار خاصة عندما يؤثر على السلع الأساسية للمجتمع مثل الماء والكهرباء والنقل وغيرها. عندما يتم خصخصة مثل هذه الخدمات، فان الكثير من العاملين في القطاع العام يتم تسريحهم ، وتصبح السلع الأساسية أكثر تكلفة، وفي الوقت نفسه، تتدهور جودتها.

 

   رغم ذلك, فجبهة رئيسية اخرى في هذا الصراع هي محاولة الرأسمال الاحتكاري لزيادة قوته على حساب الدولة والمجتمع من خلال الضغط من أجل فرض ما يسمى بـ "اتفاقيات التجارة الحرة" مثل: شراكة عبر المحيط الهادي (TPP) المهيمنة عليها الولايات المتحدة والشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة (RCEP) المهيمنة عليها الصين ،و شراكة التجارة والاستثمار عبر الاطلسي(TTIP)  بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أو الاتفاقية الاقتصادية والتجارية الشاملة (CETA) بين الاتحاد الأوروبي وكندا. هذه الاتفاقات في واقع الامر لا تخدم إلا زيادة هيمنة الشركات الرأسمالية الكبرى من العمال والمستهلكين، فضلا عن الدولة القومية ولوائحها القانونية.

 

   تدعو ال RCIT  طليعة العمال لحشد النقابات والحركات الاجتماعية ضد كل هذه الأنواع من الهجمات عن طريق تنظيم العمل الجماهيري في الشوارع. عندما تخفض الشركات الأجور وحقائب العمال، أو تنوي الإغلاق والانتقال نطالب نحن بفتح الكتب وتأميم المؤسسة تحت سلطة العمال. ندعو إلى تقليل ساعات  العمل وببرنامج عمل عام حتى يتمكن الجميع من الحصول على وظيفة والعمل لساعات أقل في حين تلقي نفس الأجور. يمكن تمويل هذا النوع من الاصلاحات بسهولة عن طريق زيادة كبيرة في الضرائب على الأغنياء ومصادرة ملكيات الاغنياء فاحشي الثراء.

 

 

 

الأرض للفلاحين! لا للبسط على الأراضي من قبل الشركات المتعددة الجنسيات!

 

   نفس عملية الاحتكار التي نشهدها في القطاعات الصناعية والخدمية، تحدث في الزراعة. فبينما 382 مليون مزرعة من اصل 450 مليون مزرعة في العالم (85٪) يتم تشغيلها من قبل مزارعين صغار، يسيطر هؤلاء المزارعين علي أقل من نصف الأراضي المزروعة الدائمة. وتعود ملكية البقية الى نخبة صغيرة من الشركات الزراعية وملاك الأراضي الخاصة الكبيرة ومزارعين متوسطي الحجم. على مدى عقود، يجبر الكثير والكثير من صغار الفلاحين من قبل حكوماتهم على التخلي عن التنويع في الزراعة(زراعة للاكتفاء الذاتي تقريبا) والتحول إلى زراعة محاصيل احادية نقدية. في عشرات الملايين من الحالات في جميع أنحاء العالم، أدى ذلك إلى تعرضهم للسحق تحت ديون ضخمة غير قابلة للتسديد بدخلهم القليل الذي يحصلون عليه حين يتم تحديد أسعار المحصول الذي يزرعونه على الصعيد العالمي. في نهاية المطاف يتم اقتياد هؤلاء الفلاحين الى فقر مدقع، أو ما هو أسوأ، ويضطرون إلى بيع أراضيهم والهجرة إلى المناطق الحضرية للعثور توظيف استغلالي غير مستقر. لإعطاء مجرد مثال واحدعلى ذلك: في الهند، وخلال عقد من 2005-2014، انتحر أكثر من مائتين وخمسين الف مزارع صغير بسبب ديونهم لشركة مونسانتو لشراء البذور والأسمدة المعدلة وراثيا. وهكذا نرى في العقود الأخيرة، بان عملية انتزاع ادوات العمل التي فرضت على الفلاحين في إنجلترا في السنوات التي سبقت الثورة الصناعية كان ولا زال يحدث في الجنوب على نطاق أكبر بكثير. وبالتأكيد فإن الرابح الوحيد في هذه اللعبة هي الشركات الزراعية الكبيرة وأصحاب الأراضي الكبيرة الذين يقومون بالتهام الأراضي المهجورة لزيادة أرباحهم. هذه النزعة نحو احتكار الأراضي لم يتم تكثيفها إلا من خلال الموجة الأخيرة من البسط او الاستيلاء على الأراضي من قبل الشركات متعددة الجنسيات التي مركزها في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو الصين. بشراء مساحات شاسعة من الأراضي ويطردون الفلاحين - في كثير من الأحيان مع مساعدة من الشرطة والبلطجية المسلحة.

 

   هذه هي العوامل الرئيسية التي تفسر لماذا يضطر الملايين من الناس الى الفرار من ديارهم والانضمام إلى الفقراء في المناطق الحضرية أو في أن يصبحوا مهاجرين ولاجئين في البلدان الامبريالية الغنية.

 

   ان فقراء الريف هم أهم حليف للطبقة العاملة. ولذلك، فإن RCIT تدعو طليعة العمال لدعم وبقوة نضال الفلاحين الفقراء المعبر عنه في الشعارات التالية: " لنزع ملكية الملاك كبيرة والكنيسة والشركات المتعددة الجنسيات" "تأميم الأراضي واخضاعها تحت سيطرة العمال و الفلاحين الفقراء! " " الأرض ملك لمن يزرعها! " "  وحدها مجالس العمل الديمقراطية المحلية التي تمثل الفلاحين الفقراء والمعدمين هي التي تبت في مسألة تخصيص واستخدام الأرض! " " تشجيع التعاونيات الزراعية الطوعية وتشكيل وحدات اكبر لإنتاج الدولة! " " إلغاء الديون وإلغاء الإيجارات للفلاحين! " " قروض بدون فوائد لصغار الفلاحين! "

 

   وفي نفس الفحوى، فإننا ندعو إلى دعم الباعة المتجولين في الشوارع والفقراء في المناطق الحضرية من أجل دمجهم في الصراع الطبقي ضد البنوك والاحتكارات.

 

 

 

نضال الشعوب المقهورة ضد العدوان الإمبريالي

 

   في فترة انحلال الرأسمالية لا مناص من تكثيف القوى الامبريالية العظمى القمع للشعوب الضعيفة سياسيا بشكل عام والزيادة في استغلال  البلدان شبه الاستعمارية بشكل خاص. ان هذا هو السبب وراء العدوان العسكري المتزايد من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا التي نشهدها في السنوات الأخيرة.

 

   أمثلة على هذا العدوان هي هجمات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان وسوريا والعراق, و التدخل الروسي في سوريا والإبادة الجماعية الوحشية للشعب الشيشاني, و التدخل الفرنسي في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى, وحروب إسرائيل المستمرة في القمع والتشريد ضد الشعب الفلسطيني. الصين، أيضا، ترسل بشكل متزايد قوات الى الخارج (إلى جنوب السودان, على سبيل المثال) وتخويف الدول شبه الاستعمارية مثل فيتنام. مثال آخر على العدوان الامبريالي هو التخويف المستمر لكوريا الشمالية من قبل الإمبريالية الأمريكية وحليفتها كوريا الجنوبية.

 

   في حالات المختلفة تترك القوى العظمى أذنابها المحلية لتقوم بالعمل القذر من الاعتداء على الشعوب المتمردة. على سبيل المثال، مهمة الاتحاد الأفريقي في الصومال والتي تحاول سحق التمرد المسلح لميليشيات جماعة الشباب المسلم , أو عدوان جيش مالي في منطقة أزواد التي يقودها. نحن أيضا نشهد العدوان السعودي ضد الشعب اليمني.

 

   في كل هذه الحالات فإنه من الواجب الأقصى على الثوريين القتال ضد العدوان الإمبريالي. بينما تمثل هذه الصراعات حروبا ظالمة عدوانية بجانب الإمبرياليين، فبالنسبة للشعوب المضطهدة هي فقط حروب دفاعية. لذلك، تدعو RCIT كل الاشتراكيين للوقوف بشكل لا لبس فيه لهزيمة القوى العظمى أو حلفائها المحليين وللانتصار العسكري للشعوب المضطهدة. تطبيق تكتيك الجبهة الموحدة المناهضة للإمبريالية كما صاغتها الأممية الشيوعية الثورية في 1919-1923، نحن بجانب اولائك المقامون للغزوات الامبريالية، بغض النظر عن قياداتها غير الثورية، في حين لا يعطي أي دعم سياسي للقوى القومية أو الإسلامية أو القوات الستالينية!

 

ونحن ندين تلك القوى الوسطية العاجزة عن دعم نضالات الشعوب المضطهدة ضد القوى الامبريالية، مستشهدين بذلك القيادات غير الثورية كذريعة (على سبيل المثال، بيتر Taffee في CWI، IMT آلان وودز "، وLambertists فضلا عن Mandelist NPA) . حتى ان البعض، امثال  CWI، تصل حتى إلى حد دعم وجود دولة "اشتراكية" اسرائيلية صهيونية استيطانية .

 

   وبطبيعة الحال، يعارض الثوريين السلفية التكفيرية \ داعش (الدولة الرجعية الإسلامية). ان هذه المجموعة هي سم الثورة المضادة  , حيث أنها تثير الكراهية الطائفية والانقسام بين الشعوب في الدول الإسلامية، بهجماتها الإرهابية الرجعية ضد المدنيين، متيحة ذريعة للقوى الإمبريالية لمواصلة حروبهم العدوانية في الشرق الأوسط. وفي حين اننا قد ندافع عن داعش في أي مواجهة مع القوى الامبريالية العظمى الا اننا نؤيد نضال المتمردين السوريين لتصفية هذا النوع من السرطان.

 

 

 

النزعة العسكرية التنافس بين القوى العظمى

 

   ان انحلال النظام الرأسمالي يزيد التنافس بين القوى الامبريالية العظمى (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والصين وروسيا). ونتيجة لذلك، فإننا نشهد عددا متزايدا من الصراعات بين القوى العظمى على مناطق النفوذ (على سبيل المثال، في أوكرانيا، في سوريا أو في شرق آسيا). مظاهر أخرى من هذا التنافس هي مشاريع مختلفة للإمبريالية الأمريكية (على سبيل المثال، "اتفاقيات التجارة الحرة" المتعددة)، وكذلك بالنسبة للامبرياليات الشرقية الجديدة (الصين وروسيا) التي تمثل تحديا متزايدا لهيمنة الامبرياليات الغربية القديمة (على سبيل المثال، في الصين مشروع تطوير قناة نيكاراغوا، وبنك التنمية الجديد التي تديره دول البريكس كبديل عن البنك الدلي وصندوق النقد الدولي الامريكي والاوروبي الموجود والمهيمن حاليا , وانتشار تجارة تتعامل باليوان والروبل، وما إلى ذلك). مظهر آخر من مظاهر هذا التنافس المتزايد هي العقوبات الاقتصادية التي فرضت من قبل الإمبريالية الأمريكية والاتحاد الأوروبي ضد روسيا خلال الحرب الأهلية في أوكرانيا. في فترة انحلال الرأسمالية، يعتبر هذا التنافس المتسارع الثابت أمر لا مفر منه. وإذا لم تقوم الطبقة العاملة بتصفية القوى العظمى في الوقت المناسب في ثورة اشتراكية عالمية، فان  وجود الإنسانية مهدد من قبل حرب عالمية ثالثة.

 

   على خلفية التنافس المتسارع بين القوى العظمى، تهيمن على الحركة العمالية وبشكل متزايد توجهات امبريالية اجتماعية متنوعة - لا يختلف هذا عن فترة ما بعد عام 1914. وهكذا، وفي الفترة الحالية فان عدم الاعتراف بوجود قوى امبريالية تنافسية مختلفة (أي تجاهل ظهور القوى العظمى الجديدة الصين وروسيا) أو عدم اتخاذ موقف انهزامي الثوري ثابت ضد كل الدول الإمبريالية، يدين أي منظمة تدعي الاشتراكية بالتضليل السياسي. في الواقع، إن البيروقراطية الشعبوية والإصلاحية، بجانب قطاعات واسعة من الوسطية, تتكيف بشكل انتهازي، سواء كان ذلك بشكل علني أو او بشكل سري ، إلى واحدة أو اخرى من القوى العظمى.  يمكننا في الاساس أن نميز ثلاثة اتجاهات مختلفة بين هذه الاتجاهات الرجعية:

 

أ) الموالون للإمبريالية الاجتماعية الغربية ودعاة السلم الاجتماعي، الذين يستسلمون للقوى الامبريالية الغربية القديمة إما عن طريق دعم حروبهم بشكل علني وذلك من خلال اتخاذ موقف مسالم أو بعدم دعم المقاومة ضدهم (على سبيل المثال، في أفغانستان والعراق، مالي، وقطاع غزة). ومن بين هذه القوى هم المؤيدين للديمقراطية الاجتماعية الغربية و كثير من الستالينيين (سابقا) (على سبيل المثال، حزب اليسار الأوروبي)، وكذلك عدد من الوسطيين اليمينين.

 

ب) الموالون للإمبريالية الاجتماعية الشرقية ودعاة السلم الاجتماعي ، الذين إما بشكل علني أو سري يدعمون القوى الإمبريالية الناشئة في الشرق (على سبيل المثال، مشاركة روسيا في أوكرانيا وسوريا، والعدوان الصين في شرق آسيا) أو دعم عملائهم الرجعيين ضد الانتفاضات الشعبية الديمقراطية (على سبيل المثال، الأسد في سوريا). ومن بين هذه القوات العديد من الاحزاب المناصرة لكاسترو و شافيز في أمريكا اللاتينية، والأحزاب الستالينية (على سبيل المثال، KPRF  في روسيا، الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) في الهند)، فضلا عن عدد من مجموعات الوسط.

 

ج) تيار اصغر ، طوائف وسطية في الغالب ، هم الاقتصاديون الامبرياليون ، الذين يدركون الطابع الإمبريالي لكل من القوى العظمى في الغرب وكذلك في الشرق، ولكن لا يفهمون طبيعة العدد المتزايد للحركات الوطنية والديمقراطية والانتفاضات. ونتيجة لذلك، فإنهم يميلون إلى اتخاذ موقف  الممانعين في الثورات الديمقراطية والنضال ضد الامبريالية بالخلط بينها بأنها مجرد "صراعات بين وكلاء الامبريالية."

 

   وحدها الأممية البروليتارية-  التي تنتمي ال RCIT اليها -  تتخذ نهجا ثابتا وعنيدا ضد كل القوى الإمبريالية مبنيا على اساس برنامج بلشفي ونحن نقول: فلتسقط كل القوى الامبريالية العظمى - سواء كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان و الصين أو روسيا! وفي أي صراع سياسي أو اقتصادي أو عسكري بين هذه القوى العظمى يجب على الحركة العمالية ان لا تقدم الدعم إلى أي احد منهم، ولكن يجب عليها بدلا من ذلك ان تعلن : ان العدو الرئيسي هو في المنزل! لا للعقوبات الامبريالية التي ليست سوى أداة من أدوات الحرب الاقتصادية!

 

   بينما نعارض جميع أشكال الجيوش البرجوازية ونكافح من أجل استبدالها بالعمال والميليشيات الشعبية، نعارض إدخال الجيوش المحترفة وإلغاء التجنيد كخطوة نحو إنشاء جيش برجوازي أكثر انقيادا حتى.

 

   وفي الوقت نفسه، تدعم الأممية البروليتارية جميع الحركات الوطنية والديمقراطية للجماهير المضطهدة، اثناء كفاحهم ضد التدخل الإمبريالي ولبرنامج استقلال طبقي وثورة اشتراكية.

 

 

 

الدفاع عن الأقليات ضد الاضطهاد القومي

 

   تبرز الأهمية المتزايدة لمسألة الديمقراطية أيضا في العدد المتزايد لنضالات الأقليات القومية والعرقية ضد الاضطهاد القومي. كانت هناك ولا تزال نضالات مهمة للامم المضطهدة في كل من البلدان الامبريالية (على سبيل المثال ، الكتلونيين والباسكيين في اسبانيا , والايرلنديون في بريطانيا , والشيشانيين في روسيا ، والأويغوريين واهل التبت في الصين)، وكذلك في البلدان شبه المستعمرة (على سبيل المثال، الفلسطينيين، والشعب الكردي، التاميل في سري لانكا، وكشمير في الهند، الخ). وعلاوة على ذلك، فإن العديد من المجموعات العرقية تواجه قمعا متزايدا (على سبيل المثال، الأوغوني والايجاو في دلتا النيجر، والسكان الأصليين في أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا). ان الاضطهاد الوحشي للأقلية الأفريقية الأميركية السوداء في الولايات المتحدة لهو مثال آخر على تصاعد العنصرية والاضطهاد القومي.

 

   أخيرا، نورد أيضا ارتفاع الأقليات المتألفة من المهاجرين في معظم البلدان الإمبريالية (وكذلك في دول الخليج) حيث أنهم يشكلون، بغالبيتهم الضخمة، قطاعا مضطهدا قوميا وفائق الاستغلال اقتصاديا من الطبقة العاملة (بغض النظر عن كون وجودهم كطبقات دنيا من البرجوازية الصغيرة). في العقد الاخير، أصبحت ظاهرة الإسلاموفوبيا تشكل حلقة معينة من العنصرية.

 

   تسعى RCIT  جاهدة لتحقيق أقرب وحدة وطنية بين العمال والمضطهدين لدول ومعتقدات دينية مختلفة. ومع ذلك، فإن هذا الهدف يستحيل تحقيقه بمجرد إنكار الظلم القومي القائم أو بمناشدات مجردة  "لوحدة الصف". هذه المهمة لا يمكن أن تنجح إلا إذا اقر الثوريون  بوجود الظلم وقاتلوا من أجل المساواة الكاملة للجماعة المضطهدة.

 

   وبالتالي، تدعو RCIT  الطليعة العمالية لمعارضة كل أشكال الشوفينية  ولإنجاز برنامج المساواة الثورية. ايها الاشتراكيون دافعوا دون شروط  عن حق تقرير المصير القومي لجميع الشعوب المضطهدة. يجب على الاشتراكيين دعم النضال من أجل المساواة الكاملة (المساواة في لغتهم الأم, و المساواة في حقوق المواطنة, و المساواة في الأجور، الخ)، ومن اجل الحكم الذاتي المحلي والحكم الذاتي الإقليمي. في أي وقت أرادت أحد الشعوب المضطهدة الحصول على دولة مستقلة، فان الاشتراكيين ملزمون في دعم هذا الطلب.

 

   ان نضال الأممية من أجل المساواة الثورية للمهاجرين يدين بشدة كل  أشكال التكيف الانتهازي للشوفينية داخل الحركة العمالية. وبالتالي فإننا ندين هؤلاء الوسطيون البريطانيون الذين أيدوا الهجمة الشوفينية "الوظائف البريطانية للعمال البريطانيين"  في عام 2009، الذين شجبوا انتفاضة أغسطس عام 2011، والذين يعارضون الدعوة إلى "حدود مفتوحة أمام المهاجرين" (مثل CWI و(IMT

 

 

 

النضال للقضاء على العنف ضد المرأة

 

   ان تسارع التناقضات الطبقية يؤدي حتما أيضا إلى تفاقم اضطهاد المرأة. الشكل الأكثر وحشية ووضوحا لهذا الاضطهاد هو العنف المتفشي ضد المرأة، بما في ذلك الاغتصاب والقتل (قتل النساء). ان العنف ضد المرأة، سواء داخل أو خارج الأسر, وتنامي ثقافة التمييز الجنسي للمرأة وتبرير أي سلوك عدواني للذكور الذي قد يصل إلى الاغتصاب، و صناعة الجنس الآخذة في التوسع التي تتعرض النساء فيه لظروف مهينة، الخ، هي كلها البيئة الاجتماعية التي تسرع اضطهاد المرأة.

 

   وتشير الإحصاءات الرسمية أنه في كل عام تتعرض ستة وستون الف امرأة حول العالم للقتل بطريقة عنيفة، وهذا الرقم هو بالتأكيد أقل من الواقع. ففي سيوداد خواريز وحدها (على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة) يتم قتل مئات النساء سنويا. وفقا لبعض التقديرات ما يصل إلى خمسة وعشرين امرأة متزوجة حديثا تتعرض للقتل أو للتشويه كل عام في الهند نتيجة العنف المتصل بالمهر. أضف إلى ذلك العديد من "جرائم الشرف" للنساء في البلدان ذات الثقافة الأبوية القوية.

 

   تدعوRCIT  إلى حملة شعبية عن طريق العمال والمنظمات الجماهيرية الشعبية لمكافحة جميع أشكال العنف ضد المرأة. يجب علينا خلق مناخ اجتماعي حيث يتضرر "شرف" الناس بشكل كبير اذا ارتكبوا أو حتى فقط اجازوا استخدام العنف ضد المرأة. من المهم بناء وحدات دفاع عن النفس من العمال والفقراء للدفاع عن المرأة ضد العنف. وبالمثل، يجب على الحركات الشعبية والعمالية المحاربة من اجل برنامج عمل عام بغرض تقديم فرص عمل للمرأة بدوام كامل مضمون مع مساواة في الأجور، فضلا عن إنشاء برنامج شامل لرعاية الأطفال لضمان الدمج الكامل للمرأة في عالم العمل.

 

   ان اضطهاد المرأة هو جزء لا يتجزأ من المجتمع الطبقي، وبالتالي يرتبط ارتباطا وثيقا مع الرأسمالية. ونتيجة لذلك، فان نساء الطبقة العاملة ونساء الفقراء الحضر والفلاحين الفقراء, يتأثرن بشكل اكبر بكثير , بسبب الظلم الاجتماعي , من نساء الطبقة البرجوازية أو الطبقة الوسطى. و لنفس السبب، لا يمكن الغاء اضطهاد المرأة الا عن طريق الإطاحة الثورية لنظام الاستغلال الطبقي. لذلك، يدعو RCIT  لتشكيل حركة نسائية ثورية كجزء من نضال البروليتاريا التحرري.

 

 

 

 

 

 

 

الرأسمالية وتغير المناخ

 

   الرأسمالية المتحللة تهدد بتدمير الظروف المعيشية الطبيعية لقطاعات متزايدة من الإنسانية، بل وحتى في نهاية المطاف لجعل الكوكب غير صالح للعيش. وبعكس مختلف القوى البرجوازية الصغيرة  المتخصصة بالبيئة ، فان الاشتراكيون يعتبرون الكارثة المناخية بانها قضية طبقية. فلا يمكن حلها إلا عن طريق نضال الطبقة العاملة والنضال الشعبي ضد القوى العظمى واحتكاراتها.

 

   أكبر مدمرات للبيئة هي الشركات المتعددة الجنسيات من الدول الإمبريالية - على الأخص الولايات المتحدة (وتنتج وحدها 25٪ من جميع الغازات المسببة للاحتباس الحراري!)، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وبشكل متزايد القوة الامبريالية العظمى الجديدة الصين. بريطانيا، على سبيل المثال، تنتج من غاز ثاني اكسيد الكربون ما يعادل عشرة اضعاف ما ينتج في الهند. وفي المقابل فان أفقر 3 مليار شخص في جميع أنحاء العالم لا يؤثرون بشيء تقريبا على المناخ.

 

   بالتأكيد اصبح حتى الحكام اليوم يتحدثون عن ضرورة قلب تغير المناخ. ولكن هذه مجرد عبارات. ففشل بروتوكول كيوتو وقمة المناخ في كوبنهاغن تبين بوضوح أن الرأسماليين وحكوماتهم غير قادرة وغير راغبة في وقف تغير المناخ بسبب الأثر السلبي الذي سيترتب على أرباح الشركات الرأسمالية.

 

   قلب جذري لسياسة الطاقة البيئية فقط يمكن أن ينقذ كوكبنا ومستقبلنا. بدلا من ان نأمل من الحكومات الرأسمالية و"قممها" ، يدعوRCIT  إلى حركة جماهيرية عالمية لتقاتل من اجل خطة طوارئ دولية لمكافحة تغير المناخ. هذه الخطوات الضرورية تضع خطة طوارئ لتحويل نظام الطاقة والنقل ولوقف الانتاج العالمي من الوقود الأحفوري وإنتاج الطاقة النووية المرتبط ببرنامج العمل العام. وعلاوة على ذلك فإننا ندعو إلى بحث واسع النطاق في استخدام أشكال بديلة للطاقة مثل طاقة الرياح والمد والجزر والطاقة الشمسية وكذلك برنامجا عالميا لإعادة زراعة الغابات! يجب على حركة العمال أن تكافح من أجل تأميم جميع شركات الطاقة تحت الرقابة العمالية وجميع الشركات المسؤولة عن الإمدادات الأساسية مثل المنتجات المائية والزراعية وكذلك شركات الطيران والشحن ومرافق السكك الحديدية.

 

   ان النضال من أجل الإصلاحات البيئية اللازمة يجب أن يقترن بهدف الإطاحة بالرأسمالية، لأنه عندئذ فقط يمكن لخطة طوارئ كهذه ان يتم تنفيذها بشكل كامل ودائم.

 

 

 

حكومة العمال والفلاحين الفقراء مقابل "الحكومة اليسارية"

 

   لا يمكن للعمال والمظلومين الهروب من جحيم الرأسماليين على الأرض دون الاستيلاء على السلطة من الطبقة الحاكمة. ولذلك، فإن المهمة المركزية للطبقة العاملة هي القتال من أجل تشكيل حكومة يمتلكونها . حكومة تفتح الطريق إلى الاشتراكية.

 

   وهناك عدد من اليساريين الشعبويين والإصلاحيين والوسطيين يدعون "لحكومة يسارية" كشعار استراتيجي في النضال من أجل التحرر. في حين أن RCIT  ينادي البرجوازيون الصغار والشعبيون والاحزاب العمالية الاصلاحية بتطبيق تكتيك الجبهة الموحدة - بما في ذلك في مجال الانتخابات وكذلك في اعتماد شعارات تتعلق بالسياسات الحكومية , نحذر نحن من الاستراتيجية الوهمية التي تسمى "حكومة يسارية". وكما أظهر التاريخ الحديث، كل هذه الحكومات "تقدمية" أو "اليسارية" لم تفشل فقط في الانفصال مع الرأسمالية بل باتوا ايضا  غير قادرين على وقف بلدانهم من الوقوع كضحايا للكساد العظيم والذي نتج عن تحلل الرأسمالية: على سبيل المثال، إفلاس حكومة ديلما روسيف في البرازيل ، وحكومة مادورو في فنزويلا، وحكومة سيريزا في اليونان. كل هذه الحكومات هي في حقيقة الامر حكومات برجوازية شعبوية أو حكومات واجهتها شعبية، والتي تترك السلطة والثروة في أيدي الطبقة الرأسمالية والتي تربط الطبقة العاملة والمظلومين بالنظام البرجوازي. ولذا نقول إن الاشادة بهذه "الحكومات اليسارية" كوسيلة للمضي قدما لهي خيانة للطبقة العاملة.

 

   هذا لا يعني أن على الثوار الامتناع عن نشر تكتيك الجبهة الموحدة تجاه الاحزاب التي تمثل جزءا من الحكومات ذات الجبهة الشعبية هذه والتي تمتلك قاعدة قوية بين الطبقة العاملة والمظلومين. بدلا من ذلك، يدافعRCIT  عن مثل هذه الحكومات ضد أي محاولة انقلاب من قبل قوى اليمين أو الإمبريالية. ونحن ندعو العمال والمنظمات الجماهيرية الشعبية للانشقاق عن القوات البرجوازية في مثل هذه الحكومات وإنشاء حكومتهم الخاصة (كما دعا البلاشفة المناشفة والاشتراكيين الثوريين للانشقاق عن كاديتس في عام 1917).

 

   وبالمثل يدعو RCIT  للدعم الانتخابي الحاسم لأحزاب العمال الإصلاحيين أو – كما في البلدان شبه المستعمرة - للأحزاب البرجوازية الصغيرة الشعبوية حيث ان لديهم دعم كبير بين العمال والمظلومين.

 

   ومع ذلك، كل هذه المطالب والدعم الحاسم  يجب أن تقترن مع تحذير واضح حول الخيانة الحتمية من قيادات هذه الأحزاب الاصلاحية والشعبوية.

 

   نقول أيضا وبشكل لا لبس فيه بأن الطريق الوحيد إلى الأمام هو بإنشاء حكومة عمالية متحالفة مع الفلاحين والفقراء (في معظم البلدان الامبريالية ندعو إلى حكومة عمالية).  ينبغي أن تستند هذه الحكومة بمجالس العمل المكونة من العمال والفلاحين والفقراء فضلا عن الميليشيات الشعبية المسلحة. ويتم انتخاب جميع ممثلي مجالس العمل هذه بشكل مباشر من قبل العمال مع امكانية عزلهم ايضا من قبلهم، وينبغي أن لا يتلقون أكثر من راتب عامل عادي!

 

   حكومة عمالية أصيلة كهذه ستتجه فورا نحو المهمة الحاسمة في تجريد الطبقة الرأسمالية فضلا عن تحطيم جهاز قمع الدولة البرجوازية عن طريق العمال وميليشيا الناس.

 

   وبعبارة أخرى، فإن النضال من أجل حكومة عمالية وشعبية يرتبط ارتباطا وثيقا مع النضال من أجل الثورة الاشتراكية.

 

 

 

نحو نزع ملكية البرجوازية - لثورة اشتراكية

 

   في حين أن الطبقة العاملة يمكن أن تحقق انتصارات مؤقتة، إذا كانت تستفيد بشكل كامل من ثقل قوتها الاجتماعية في الصراع الطبقي، سيكون وهما فظيعا أن نتصور أن هذه الإصلاحات يمكن أن تكون دائمة طالما تسيطر الطبقة الرأسمالية على وسائل الإنتاج . ان أي إصلاح دائم، او أكثر من ذلك حتى، أي الدفاع الناجح عن الانتصارات الماضية، لهو أكثر وهما في فترة انحلال الرأسمالية.

 

   السبيل الوحيد للمضي قدما هو بانتزاع السيطرة على وسائل الإنتاج و جهاز الدولة من البرجوازية. هذا هو السبب في أن RCIT يفهم النضال من أجل حكومة عمالية شعبية كتكتيك ثانوي للهدف الاستراتيجي: الثورة الاشتراكية.

 

   النضال من أجل حكومة عمالية يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع النضال من أجل تأميم البنوك والانصهار في بنك مركزي واحد، فضلا عن تأميم الشركات الكبرى، ومنظمات التجارة والنقل لمواد الجملة الكبيرة ، وقطاعات الصحة والتعليم والاجتماع و الاتصالات دون التعويض وتحت الرقابة العمالية. وبالمثل، يجب على العمال الكفاح من أجل مصادرة اموال فاحشي الثراء، ولإلغاء سوق الاسهم وكذلك لإلغاء المقدمات لاحتكار التجارة الاجنبية.

 

   وخلافا لأوهام اليساريين الاجتماعيين الديموقراطيين ، والستالينيين ومختلف الوسطيين (على سبيل المثال، CWI، IMT) فان التحول الاشتراكي لا يمكن أن يتم عبر الانتخابات البرلمانية أو بطريقة تدريجية وسلمية. كل التجارب التاريخية - سواء من ثورات اشتراكية ناجحة مثل روسيا في 1917-1921، والثورات الاجتماعية البيروقراطية (على سبيل المثال، كوبا في 1959-1961، والصين في 1945-1949)، والثورات الديمقراطية التي لم تكتمل (على سبيل المثال، نيكاراغوا أو إيران في عام 1979)، أو حتى الثورات التي تقطعت بها السبل مثل الحرب الأهلية الإسبانية من 1936-1939، شيلي لعام 1973، والثورات العربية منذ عام 2011، وما إلى ذلك – كلها تدل على أن الطبقة الحاكمة لن تتخلى أبدا عن السلطة سلميا. لا يمكن لطبقة العمال والمظلومين أن تمتلك السلطة وتسقط الرأسمالية الا إذا نظمت نفسها – تحت قيادة الحزب الثوري - في ميليشيات شعبية واستعدت لتمرد مسلح و لحرب أهلية ولدكتاتورية البروليتاريا باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يمكن لنضال التحرر ان يتقدم.

 

 

 

 

 

5- أزمة القيادة وبناء حزب ثوري عالمي

 

 

 

   ان المهمة الرئيسية في المرحلة المقبلة تتمثل في الحاجة إلى التغلب على أزمة القيادة الشديدة. التطور الموضوعي للرأسمالية – تحلله وازماته التركيبية- سوف تساعد الجماهير بكل تأكيد على فهم إفلاس هذا النظام، وضرورة الإطاحة به. ومع ذلك، من أجل مساعدة الجماهير في هذه العملية، يجب عل طليعة العمال ان  تطبق برنامجا للمطالب الانتقالية التي تخلق جسرا بين نضالات اليوم ووعي الجماهير الحاضر للمهمة الاستراتيجية في الثورة الاشتراكية. هذا هو السبب في أن الثوريين يتطلب منهم الجمع بين الدعاية المستمرة لمثل هذا البرنامج مع العمل الجماعي المثالي وتطبيق تكتيك الجبهة الموحدة تجاه المنظمات الجماهيرية للعمال والمظلومين.

 

   ان الانهيار البرنامجي والتنظيمي لاممية تروتسكي الرابعة في 1948-1952 قد اعاق الاستمرارية الثورية التي كانت قد امتدت في وقت سابق من أيام قيادة كارل ماركس وفريدريك إنجلز في الرابطة الشيوعية الى الأممية الثانية الى عام 1914 بأممية لينين الشيوعية الثورية حتى أممية تروتسكي الرابعة. اليوم، قوى صغيرة مثل  RCIT تتخذ خيط الاستمرارية الثورية في نضالها من أجل بناء الحزب الثوري العالمي. بمثل هذا الحزب العالمي ستكون هذه هي المرة الخامسة التي تنشئ فيها الطبقة العاملة أممية (ولهذا نحن نسميها الأممية الخامسة).

 

   ومع ذلك، هناك عقبات هائلة على طريق بناء الحزب الثوري العالمي. فبالإضافة إلى القوى الإمبريالية والدولة البرجوازية , تواجه الطبقة العاملة في صفوفها العديد من الأعداء والمعارضين والمؤيدين الذين لا يمكن الاعتماد عليهم. وقد أدى عدم وجود الاستمرارية الثورية لعدة عقود إلى وضع تسيطر فيه القيادات الاصلاحية والشعبوية البيروقراطية على المنظمات العمالية والجماهيرية الشعبية. هذه القوى الإصلاحية هي العقبة الرئيسية أمام تحويل الإمكانيات الثورية الموضوعية الضخمة للمرحلة التاريخية الحالية إلى ثورات بروليتارية فعلية.

 

   ان الحروب والثورات المضادة لهي الاختبارات الأكثر حسما لأي تنظيم سياسي. فهذه الحالات تؤدي بشكل محتم إلى ظهور الطبيعة السياسية الحقيقية وراء أي برنامج رسمي معلن، وكذلك علاقتها بنضال العمال والمظلومين. وقد أثبتت السنوات الأخيرة أن القيادات الرسمية من النقابات والمنظمات الشعبية الإصلاحية والاحزاب البرجوازية والبرجوازية الصغيرة الشعبية (على سبيل المثال، فإن الكاستروويين التشافيزيين والكرتشينيين وحزب العمال لروسيف ولولا في امريكا اللاتينية ، وسيريزا في اليونان واشتراكيين ديمقراطيين اخرين في أوروبا، والستالينيين في الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) في الهند والماويين في نيبال)، وكذلك الفروع المختلفة من الإسلاميين (على سبيل المثال، جماعة الإخوان المسلمين، ومجموعات متمردة مختلفة في سوريا أو الحوثيين في اليمن) –  كلها لم تقدم للعمال والجماهير الشعبية طريقا للخروج من بؤس الرأسمالية والإذلال. وبعبارة أخرى، ميولهم  السياسي - بغض النظر عن تصريحاتهم "الراديكالية" الرسمية - هو أن تبقى أو أن تصبح جزءا من جهاز دولة الطبقة الرأسمالية الحاكمة. ولذلك، ليس من المستغرب أنها في كثير من الأحيان تعتبر أو تطمح بأن تصبح حليفة لقوة أو عدة قوى امبريالية عظمى . الوسطية، بغض النظر عن طرقها الملتوية واستخدامها لمصطلح "الماركسية", تميل دائما للتكيف مع واحدة أو غيرها من الفصائل البيروقراطية الإصلاحية وتخدمها كواحدة من قوات "اليسار" الخاصة بهم.

 

   يجب على طليعة العمال وجميع الاشتراكيين الانشقاق عن كل هذه التنوعات من الطرق السياسية المسدودة. يجب علينا أن نختار مسارا مختلفا. فطالما أن طبقة العمال والمضطهدين لا تملك حزبا ثوريا مقاتلا - على الصعيد الوطني والعالمي - لا يمكن لها أن تنجح في نضالها من أجل التحرر. ومن أجل النجاح ضد أعدائها الاقوياء، يجب أن تمتلك الطبقة العاملة حزبا ببرنامج واضح - يحدد الطريق للانتقال من الوضع الحالي إلى الاستيلاء على السلطة. انها تحتاج الى حزب يثبت مثل هذا البرنامج في سلسلة استراتيجيات وتكتيكات متعلقة بالظروف المتغيرة للصراع الطبقي. ويجب أن يكون لديها حزبا يجمع بين هذا البرنامج و منظمة مقاتلة ذات كوادر فولاذية تعمل بطريقة مركزية منسقة كقبضة واحدة مشدودة للنضال الطبقي البروليتاري.

 

   ولذلك، فإن المهمة الأكثر إلحاحا في الفترة الحالية هي تأسيس أحزابا ثورية وحزب عالمي جديد للثورة الاشتراكية في الوقت المناسب.

 

 

 

 

 

6- العمل في منظمات جماهيرية وتكتيك الجبهة الموحدة

 

 

 

ان النضال المهم ضد الاصلاحية والشعبوية لا يجب ان يتم خلطه تحت أي ظرف من الظروف مع أي شكل من أشكال الطائفية نحو المنظمات الجماهيرية للطبقة العاملة. في فترة من ارتفاع الصراع الطبقي، وفي ضوء هيمنة البيروقراطية الإصلاحية والشعبية في المنظمات العمالية والجماهيرية الشعبية من جهة، وصغر حجم القوى الثورية الأصيلة من جهة أخرى، فان تطبيق تكتيك الجبهة الموحدة ياخذ دورا يأخذ فيه مكانا مركزيا في ترسانة الثوار. وهو عنصر أساسي في تحقيق الهدف الاستراتيجي في فصل الطبقة العاملة بعيدا عن العمالة البيروقراطية الغادرة. يجب أن تركز مثل هذه التكتيكات على الأنشطة العملية، وينبغي أن تشمل تعبئة وتنظيم لأعضاء عاديين، ووضع مهام للقادة، وتحذير العمال ضد وجود أي أوهام في القيادة البيروقراطية، بالإضافة إلى تحريض شعبي ودعايات مستقلة. وبالتالي، يجب على تكتيك الجبهة الموحدة ان يسير جنبا إلى جنب مع الاجتثاث الحاد والكامل للبيروقراطية و الإصلاحيين و / أو الشعبويين ، ومع الرفض القاطع لتشكيل أي كتلة استراتيجية مع أي فصيل يزعم "اليسارية" من البيروقراطية. هذا هو السبيل الوحيد للدفاع عن الاستقلال السياسي للطبقة العاملة من كل نفوذ البرجوازية.

 

   ويبقى من الضروري العمل داخل النقابات والمنظمات العمالية والجماهيرية الاخرى من أجل كسبهم كثوريين. ولذلك ينبغي على الشيوعيين تنظيم أنفسهم إلى فصائل والمساعدة في بناء حركة من قواعد شعبية واسعة لمكافحة البيروقراطية وإسقاطها في نهاية المطاف. ومع ذلك، ان الثوريين على علم بأن النقابات عادة ما تنظم سوى أقلية صغيرة من الطبقة العاملة أيضا. وبالإضافة إلى ذلك، غالبا ما تهيمن النقابات من قبل العمالة الأرستقراطية أو من قبل القطاعات الأكثر ثراء من بين البروليتاريا . وبالتالي، فإنه من المهم خلال النضالات ان يتم استخدام كل الفرص لتشكيل لجان المصانع والهيئات المماثلة حتى يتم توسيع قاعدة العمال المنظمين. وعلاوة على ذلك، يجب على الثوريين أن يسعوا لتنظيم الشرائح الدنيا من الطبقة العاملة والطبقات المضطهدة داخل النقابات، وكذلك التأكد من أن ممثلي هذه الطبقات يصلوا للمناصب القيادية بحيث يمكن التخلص من هيمنة الطبقة الارستقراطية.

 

   هذا التوجه إلى الشرائح الدنيا من الطبقة العاملة والمظلومين هو أمر حيوي وخاصة في الفترة الحالية، التي فيها تسيطر فيها الطبقة الأرستقراطية والمثقفين من أبناء الطبقة الوسطى على الاشتراكيين الديموقراطيين والأحزاب الستالينية والوسطية  بشكل اكبر من ذي قبل. وقد أدى ذلك إلى خلق ثقافة "النخبة" و "الارستقراطية" داخل الوسط اليساري للبرجوازية الصغيرة، تتفشى فيها الغطرسة تجاه الشرائح الدنيا من الطبقة العاملة، والمهاجرين، والمظلومين، ومعزولة تماما عن هذه القطاعات.

 

   وعلى النقيض من تلك النخبية، يوجهRCIT  جهوده في بناء الأحزاب الثورية في المقام الأول صوب البروليتاريا في الجنوب وإلى الطبقات الدنيا من الطبقة العاملة والمظلومين في البلدان الامبريالية.

 

   تراجع وانحطاط الأحزاب الإصلاحية، والغياب الكامل لأي حزب عمالي في العديد من البلدان، والصراع الطبقي المكثف كلها تجعل تطبيق تكتيك الجبهة الموحدة في الميدان أمر عاجل للغاية. في البلدان التي لا يوجد فيها حزب عمالي برجوازي (ولا حتى واحد إصلاحي) أو حيث تكون الاحزاب العمالية البرجوازية القائمة قد وصلت لمرحلة من الانحطاط بحيث اصبحت ترفض الطليعة العمالية , فان الثوريين يدعون منظمات الطليعة العمالية والجماهيرية لتأسيس حزب العمال الجديد "(أو" حزب العمل "). في النضال من أجل أحزاب عمالية جديدة من هذا النوع ، تكون المراحل الانتقالية فيه بالتأكيد أشياء معقولة. قد يدعم الثوريين في البداية تحالفات نحو هذا الهدف أو نحو إنشاء منظمات جديدة للطبقات المضطهدة (على سبيل المثال، منظمات المهاجرين) التي يمكن أن تشارك أيضا في الانتخابات. وبالإضافة إلى ذلك، ان الدخول إلى الاحزاب الاصلاحية أو البرجوازية الصغيرة القائمة كفصيل على أساس برنامج ثوري، لهو أيضا تكتيك مشروع.

 

لقد رأينا محاولات انشاء أحزاب عمالية جديدة في البرازيل في 1980، وحاليا في جنوب أفريقيا وبوليفيا.  فالنموذج البرازيلي لحزب لولا يدل على أنه يتوجب على الثوريين محاربة خطر انحطاط الإصلاحيين في أي حزب عمالي جديد. يجب عليهم أن يفعلوا ذلك من خلال استراتيجية ثورية مضادة. بمعنى آخر برنامجا انتقاليا كاملا كبرنامج للحزب، ضد برنامج  "التيار" الاصلاحي . يجب على الثوريين ان يوجدوا نزعة ثورية داخل هذا الحزب والتي ستدافع عن قيادة الحزب من خلال فضح خيانة الإصلاحيين والوسطيين في الصراعات الفعلية. ويمكن القيام بذلك عن طريق وضع الحد الأدنى من مطالب المناسبة والانتقالية والتي سوف توحد وتنظم العمال والمظلومين ضد العدو الطبقي الرأسمالي. على هذه الأسس, يجب على الثوريين استخدام تكتيك الجبهة الموحدة مع قوى أخرى ضد العدو المشترك وفقا لمبدأ "نسير منفصلين، نضرب معا."

 

ومع ذلك، يجب أن لا يكون الثوريين نهائيين في اتخاذ القرار. أي وبعبارة أخرى،  عندما يدخلون مثل حزب العمل هذا ليقدموا برنامجهم، وإذا تم رفضهم، يغادرون الحزب فورا. فهذا التكتيك الطائفي يخدم القوات الإصلاحية في محاولة السيطرة على الحزب. يتوجب على الشيوعيين محاولة كسب الاعضاء العاديين من العمال والشباب والقوى اليسارية داخل الحزب من خلال اقتراح حملات محددة تساعد على دفع الصراع الطبقي والتطور السياسي للحزب في اتجاه اشتراكي مجاهد.

 

بالطبع، عاجلا أو آجلا سيقف الحزب عند مفترق طرق: فإما أن يتطور في الاتجاه الثوري ويصبح حزبا الاشتراكي بحق أو أنه سوف سيتفسخ بيروقراطيا ويتحول إلى قوة إصلاحية. عندما يثبت الثوريين بانهم ضعفاء جدا في وقف التدهور الإصلاحي لمثل هذا الحزب، فإنهم سيكونون مضطرون للانقسام بعيدا عن ذلك الحزب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7- الجنوب شبه المستعمر

 

 

 

   ان تزايد التحول للإنتاج الرأسمالي من العواصم القديمة الإمبريالية (الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان) الى العالم شبه المستعمر وكذلك الصين قد أدى إلى تحول حاسم لمركز البروليتاريا العالمية إلى الجنوب. وبالنظر إلى أن الغالبية العظمى من الطبقة العاملة العالمية تعيش في الجنوب، وأن التناقضات الرأسمالية العالمية تظهر أيضا في أشد أشكالها هناك، فمن الأرجح أن الثورة العالمية سوف تبدأ وتتركز اوليا في شبه العالم الاستعماري أو البلدان الإمبريالية الصاعدة مثل الصين.

 

   ولذلك، يجب على كل منظمة دولية ثورية وضع تركيزها على دراسة مشاكل الصراع الطبقي لهذه المناطق، ويجب ان تبني أقساما في المقام الأول هناك. وبالمقابل، فإنه يجب تجنب أي تمركز في الولايات المتحدة أو أوروبا الغربية، وهو أمر تتميز به العديد من التيارات الوسطية.

 

   ان الاقسام التالية تقدم لمحة موجزة عن القضايا الرئيسية للاستراتيجية الثورية في أجزاء مختلفة من العالم. ينبغي لها أن تساعد الثوريين في تجسيد البرنامج الثوري في مناطقهم. ان هذا هو أكثر الاشياء أهمية لكون المهمة الحاسمة في الفترة الحالية تكون في تكثيف دعاية عنيدة لبرنامج اشتراكي للطبقة العاملة ، وذلك من اجل تعزيز التنظيم الذاتي المستقل للطبقة العاملة، والأهم من ذلك، تشكيل الأحزاب الثورية كأقسام لاممية عمالية جديدة.

 

 

 

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

 

   ان الثورة العربية، التي انتشرت كالنار في الهشيم في عام 2011 وأطاحت بعدد من الحكام المستبدين، قد عانت في وقت لاحق من عدد من الهزائم. كان أهمها الانقلاب العسكري ليوليو 2013 في مصر. ان ظهور القوة الرجعية داعش لهي مؤشر يعكس، وإلى درجة كبيرة، كنتاج فترة التراجع التي تشهدها حاليا الثورة العربية.

 

   وعلى أي حال، فإن الثورة العربية مستمرة، وبالتأكيد لم تهزم بشكل حاسم كما يشاهد ذلك بوضوح في الثورة السورية والمقاومة الفلسطينية الباسلة ضد العدوان الصهيوني في عام 2012 و 2014، والحرب الدفاعية اليمنية ضد العدوان السعودي، واستمرار النضالات الشعبية في مصر وليبيا، وهزيمة الانقلاب العسكري ليوليو 2016 في تركيا، و النضال التحرري الكردي الاكثر حيوية من أي وقت مضى.

 

المهام الحاسمة للثوار في الفترة المقبلة هي:

 

* دعم النضالات الشعبية المستمرة التي تتركز حاليا في الغالب على المطالب الديمقراطية , والمشاركة في تشكيل الميليشيات الشعبية والعمالية

 

* الدفاع عن الثورة العربية ضد العدوان العسكري المكثف من جانب القوى العظمى.

 

* الدعوة إلى تكتيك الجبهة الموحدة لجميع القوى (بما في ذلك الإسلاميين مختلف) التي تشارك في النضالات الشعبية ضد الدكتاتوريات وكذلك ضد القوى العظمى الامبريالية وأذنابها المحلية، وفي الوقت نفسه عدم إعطاء أي دعم سياسي لهذه القوى .

 

 

 

أمريكا اللاتينية

 

   في أواخر التسعينات وفي العقد الأول من الألفية الجديدة، صعدت عدد من الحكومات البرجوازية والشعبية التقدمية وحكومات جبهة شعبية تقدمية إلى السلطة على خلفية زيادة هائلة من الصراع الطبقي (على سبيل المثال،الارجنتين 2001-2002، بوليفيا 2003- 2005، الخ). حاولت هذه الحكومات الاستفادة من الطفرة في أسعار المواد الخام في السوق العالمية،  بجانب ظهور الصين كإمبريالية موازنة للهيمنة الأميركية التقليدية في القارة. ومع ذلك، كانت كل هذه الحكومات على حد سواء غير راغبة وغير قادرة على الانشقاق عن الرأسمالية، وبالتالي، عندما انهار ارتفاع أسعار المواد الخام، دخلوا في أزمة عميقة.

 

   حاليا تشهد أمريكا اللاتينية مرحلة من هجوم رجعي من قبل الطبقة الحاكمة حيث تسعى هذه للقضاء على الإنجازات الاجتماعية والديمقراطية للجماهير الشعبية. أبرز الأمثلة على تلك الهجمات الرجعية هو الانقلاب المؤسسي ضد الحكومة التي يقودها حزب العمال في البرازيل في عام 2016, و فوز ماكري الانتخابي في الأرجنتين, وكل هجمات جناح اليمين المعارض على حكومة مادورو في فنزويلا. واعادة الرأسمالية في كوبا بقيادة كاسترو. وعلى أي حال، هذا الهجوم الرجعي يثير حتما نضالات جماهيرية، كما شهدنا، على سبيل المثال، في التعبئة المناهضة للانقلاب في البرازيل، والنضال البطولي للمعلمين المكسيكيين والذي أحدث حتى حالات من ازدواجية السلطة في عدة مناطق من البلاد، والإضرابات الجماهيرية في الأرجنتين.

 

المهام الحاسمة للثوار في الفترة المقبلة هي:

 

* المشاركة في النضالات الجماهيرية ضد الهجمات الرجعية للطبقات الحاكمة.

 

* للدفاع عن حكومات الجبهة الشعبية ضد أي انقلاب أو تدخل إمبريالي، بينما في الوقت نفسه عدم إعطاء أي دعم سياسي لهذه الحكومات.

 

* التقدم بالمنظمة المستقلة للطبقة العاملة ولإبعاد العمال والمنظمات الشعبية من الأحزاب والحكومات الجبهوية الشعبية.

 

 

 

آسيا

 

   تضم 60٪ من سكان العالم وتقع فيها قوى إمبريالية عظمى (الصين، اليابان، روسيا)، ودول إمبريالية صغيرة (كوريا الجنوبية واستراليا)، وكذلك شبه مستعمرات مهمة (على سبيل المثال، الهند، باكستان، بنغلاديش، اندونيسيا )، ستكون آسيا القارة الأكثر أهمية في العملية الثورية العالمية في المستقبل.

 

   ان الطبقة العاملة والمظلومين في المنطقة شهدت صعود مهم في الصراع الطبقي (في الهند، على سبيل المثال، في إضراب عام سبتمبر 2015 والذي شارك فيه 150 مليون عامل، حملة نسائية جماهيرية واحتجاجات ضد الاغتصاب الجماعي، ونضالات الفلاحين بقيادة الناكساليت) وكذلك هزائم خطيرة (على سبيل المثال، تحطيم تاميل ايلام المستقلة في عام 2009 من قبل النظام السريلانكي وانقلاب 2014 العسكري في تايلاند). وبالإضافة إلى التنافس التداخلي بين الإمبرياليات في شرق آسيا (الولايات المتحدة واليابان مقابل الصين)، في الفترة الحالية فقد تركز الصراع الطبقي على محورين أساسيين:

 

أ) قضايا ديمقراطية واقتصادية أساسية (النضال ضد الدكتاتورية، من أجل التحرر الوطني، ومكافحة الفقر، وما إلى ذلك(

 

ب) ضد العدوان والاحتلال الامبريالي (على سبيل المثال، حرب الولايات المتحدة في أفغانستان وشمال غرب باكستان، الولايات المتحدة مقابل كوريا الشمالية والصين مقابل فيتنام(

 

المهام الحاسمة للثوار في الفترة المقبلة هي:

 

* دعم جميع نضالات العمال والمظلومين في الدفاع عن حقوقهم الديمقراطية والاجتماعية (بما في ذلك دعم مطالب الفلاحين للأرض وكذلك المقاومة الشعبية ضد المشروع الكارثي من الناحية البيئية، بهدف تعميق التحالف بين العمال والفلاحين الفقراء )؛

 

* الدفاع عن الشعوب المضطهدة ضد العدوان الإمبريالي وفي الوقت نفسه عدم إعطاء أي دعم سياسي للقيادات غير الثورية.

 

* كسر سيطرة البرجوازية والقوى السياسية البرجوازية الصغيرة على جماهير الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وفقراء الحضر.

 

 

 

 

أفريقيا الشبه صحراوية :

 

إن افريقيا الشبه صحراوية هي أسرع قارة نمواً من حيث السكان و الاقتصاد . انها شيء أساسي لجذب رغبة الدول الإمبريالية و بالأخص الولايات المتحدة و الاتحاد الاوروبي و الصين . ان الوجود المركب لظروف العيش المشينة لبعض الجماهير الشعبية و القمع الوحشي من قبل الدكتاتوريات الفاسدة و التدخل المتزايد من قبل الدول العظمى و التصنيع المحدود و تزايد الطبقة العمالية كل هذه العوامل تمهد الطريق لاضطرابات سياسية و اجتماعية .

 

بالكاد يكون الأمر مفاجئ أن تشهد القارة العديد من الإضرابات و المظاهرات الحاشدة منذ 2011. الإضراب البطولي في ماريكانا ( جنوب افريقيا ) 2011, الإنتفاضة الديمقراطية الشعبية في بوركينا فاسو 2014 , بوروندي 2015 و الأحتجاجات الجماهيرية المنظمة ضد الرئيس موغابي في زيمبابوي . و أكثر من ذلك إن الإنفصال السياسي بين نومسا و الجبهة الشعبية ANC يفتح الباب أمام تشكيل حزب عمالي جماهيري جديد في جنوب افريقيا .

 

إن المهمة الحاسمة للثوريين في المرحلة القادمة هي :

 

·        دعم نضال العمال و الفلاحين ضد الفقر و الدكتاتوريات و النضال ضد كل المشاربع التي تضر بالبيئة .

 

·        دعم المقاومة الشعبية ضد الإستغلال من قبل التعاون المزدوج المواطنة  وضد التدخل من قبل الدول الكبرى و ادواتهم الداخلية .

 

·        نعم لدعم النضال لتحقيق استقلال الطبقة العمالية ( استقلال اتحاد التجارة عن الدولة , أحزاب عمالية جديدة ) .

 

 

 

 

 

 

 

 

ثامناً : القوى الإمبريالية العظمى الصاعدة في الشرق : روسيا  والصين .

 

إن نشوء روسيا و الصين كقوى إمبريالية عظمى أحد أهم التطورات السياسية في عالم السياسة منذ انهيار الستالينية في عام 1989-91 كقوى عظمى صاعدة يجب أن تتحدى الطبقة الحاكمة النظام العالمي المهيمن من قبل اسياد الإمبريالية ( أمريكا و الإتحاد الأوروبي و اليابان ) . إن هذه التنافسية المحتومة تنتج عن التوترات المتزايدة . واحد من العوامل المفتاحية لصعود الصين و رسيا هو وجود ديكتاتورية مستقرة في الصين و شبه ديكتاتورية في روسيا و التي تؤمن الإستغلال الناجح للطبقة العمالية المحلية و نشر الشوفينية و بدون عوائق و قمع لأي مقاومة شعبية ( عمال , اضرابات , احتجاجات فلاحين , انتفاضة وطنية ) .

 

على كل حال لا تستطيع الصين و روسيا الهرب من التناقضات الرأسمالية كما شهدنا تحطم سوق الأسهم في الصين عام 2015

 

الآن أو لاحقاً ستؤدي التناقضات المتلاحقة إلى انفجار سياسي و اجتماعي . في الحقيقة واحدة من أهم العووامل إن لم تكن الأهم في الصراع الطبقي العالمي في السنوات القادمة ربما تكون نشوب ثورة صينية .

 

إن المهام الحاسمة للثورين في الفترة القادمة هي :

 

1.