نداء عاجل من أجل الوحدة والنضال ضمن رؤية مشتركة

Download
نداء-عاجل-من-أجل-الوحدة-والنضال-ضمن-رؤية
Microsoft Word Document 23.1 KB
Download
Open Letter_ARAB_2.pdf
Adobe Acrobat Document 298.6 KB

 

 

Revolutionary Communist International Tendency, www.thecommunists.net, rcit@thecommunists.net

 

 

 

رسالة مفتوحة إلى جميع الثوريين الثابتين على المبادئ الأصيلة لعقد مؤتمر دولي حول الذكرى المئوية الأولى لاندلاع ثورة أكتوبر، من أجل المضي قدما نحو تأسيس حزب ثوري عالمي.

 

الرفاق، الإخوة و الأخوات ،

 

هذا نداء عاجل لكل الثوريين الثابتين على مبادئهم الأصلية من أجل الوحدة، التي ستمكننا من المضي قدما في بناء قيادة قادرة على النضال ضد الهجوم الرجعي الذي أضحى أهم خاصية للطبقة الحاكمة ككل. و عليه، نعتبر نحن التيار الشيوعي الثوري الدولي أن هذه المهمة هي الأهم على الإطلاق في الفترة الحالية، حيث نحن مطالبون فيها بالتفاني و الجدية في التعامل مع المسألة -المذكورة آنفا- مع كل الثوار في مختلف البلدان.

 

لذلك دعونا نفاتح معكم هذه المسألة مباشرة و دون اللجوء إلى الديبلوماسية : لأولئك الذين يتعاطفون في نفس الآن مع الولايات المتحدة الأمريكية، و مع ما يسمى " بالحرب على الإرهاب" التي اختلقتها روسيا مع الشرق الأوسط و أفريقيا. و أيضا، لأولئك الذين استحسنوا النتائج الدموية لسياسة الأسد في علاقة بما يسمى بانتصار حلب، و أيضا لأولئك الذين رحبوا بقمع الدكتاتورية العسكرية المصرية لكل نفس معارض لهذا النظام، و أيضا لأولئك الذين أشادوا بالسياسة الواقعية لتسيبراس و قيادة سيريزا في اليونان التي شاركت في تنفيذ مذكرة الاتحاد الأوروبي... لكل هؤلاء نقترح التالي: لا تستمروا في قراءة ندائنا، لأن ذلك سيكون بمثابة مضيعة لوقتكم.

 

و لكن لأولئك : الذين عقدوا العزيمة على محاربة الاعتداءات المتأتية من جميع القوى العظمى في الغرب و الشرق، و الذين هم على استعداد للدفاع على العمال و المظلومين، و الذين هم على استعداد لمحاربة البيروقراطية داخل الحركة العمالية التي خنقت صراع الطبقة المقاومة... لكم جميعا نقول: اقرؤوا اقتراحاتنا بجدية، و دعونا نوحد قوانا في بناء الحزب العالمي الثوري الذي سوف يدفع و يساهم بجدية في المقاومة الرأسمالية و الليبرالية ، من جهة، و في نشر الثورة الاشتراكية على مستوى عالمي.

 

سنة 2017 ستحتضن الذكرى المئوية الأولى لثورة أكتوبر، أهم حدث في التاريخ الحديث، و أيضا أهم حدث بالنسبة للعمال و الفلاحين الذين قادهم الحزب البلشفي و الذين تمكنوا من إخضاع السلطة لهم.

 

و مع ذلك، هذه الذكرى – في تناقض صارخ مع 1917- تذكرنا بالغياب التام اليوم لحزب يشبه نظيره الذي قاد ثورة أكتوبر.

 

ندعو بشكل عاجل جميع الثوريين الثابتين على مبادئهم الأصلية للوحدة، لأن المشكل الرئيسي في الفترة الحالية لا يتمثل في فقدان النضال و المقاومة من جانب العمال و المظلومين. لا شك ان النظام الرأسمالي في طور الاضمحلال، و تناقضاته الاقتصادية و السياسية و العسكرية في تسارع؛ كما أشرنا لذلك في أحدث وثيقة تنقل " رؤيتنا العالمية" . ثم أن الأزمة العميقة للنظام الإمبريالي تثير باستمرار النضالات الجماهيرية و الثورات. و مع ذلك، فالإشكال الأساسي ههنا يتمثل في الانعدام التام للقيادة الثورية، و بالتالي أنتج ذلك هيمنة : المنظمات الشعبية الستالينية، الخط الاجتماعي الديمقراطي، نظام كل من كاسترو و شافيز، البرجوازية الصغيرة و القوى الإسلامية. و مع ذلك هذه القيادة و المغلوطة إنما تكون فاسدة تماما و تتاجر بالنضال الشعبي في مقابل بعض المناصب  و الامتيازات دائما، أو سنجدهم صادقين  و مخلصين لكنهم يجمعون بين البطولة الفردية و الاستراتيجية التي تُحل المفاهيم النخبوية و العسكرية محل التعبئة الواسعة و التنظيم من أجل الثورة. و يتبين للبعض، أن هؤلاء الذين ذكرناهم آنفا أكثرهم صدقا، إلا أن استراتيجيتهم ذات طريق مسدود.

 

و نتيجة لذلك، تعفن الرأسمالية يسير جنبا إلى جنب مع أزمة عميقة تتخلل أيضا صفوف المنظمات الجماهيرية التقليدية للطبقة العاملة و المضطهدين ، و بناءً عليه يجب أن نقول لهؤلاء الكادحين و العمال الحقيقة التالية : طالما  أنهم تحت قيادة قوات غير ثورية، نضالهم سيكون ذو آفاق مسدودة،  أو محض ثورة مضادة.

 

و لا يجب أن نستشف كاستنتاج أننا بصدد تقديم قراءة متغطرسة حول الجماهير الكادحة و لا يجب الاعتقاد أيضا أننا بصدد التحاشي و التغاضي عن نضالهم؛ حيث لا يمكن أن يتبنى مثل هذه القراءة السلبية سوى المتعصب و الخائن. يمكن لأي كان أن يكون ثوريا، رجلا كان أو امرأة، فاعلا في معارك الطبقات الكادحة التي يخوضها إخواننا، و لا نغالي في القول إن أكدنا أنها الأكثر إلحاحا إن كانت القيادات تتسم بالرجعية. و بات من المصيري تحدي هذه القيادات الرجعية باستمرار، الأمر الذي لا يمكن أن يحدث إلا من داخل النضال الجماهيري، لا من خارجه.  

 

على الثوار الثابتيين على مبادئهم أن يمزجوا هذه المشاركة النشيطة في النضالات الشعبية مع الدعاية التي لا هوادة فيها و بلبلة من أجل التكتيكات الثورية و الشعارات اللازمة، و لا يمكن أن يتم ذلك إلا بخوض معركة سياسية مستمرة ضد البيروقراطيين و القيادات الرجعية. و لابد أن يتم ذلك بالتوازي مع استنهاض الجهود الدؤوبة لتنظيم العمال  و المضطهدين المناضلين الواعين ضمن حزب ثوري ( أو نواة قبل الحزب، كخطوة أولى ).  

 

و بما أن الطبيعة السياسية، الاقتصادية و العسكرية للرأسمالية تكون عامة دولية و تتسم ضرورة بالعمل على الصعيد العالمي، فعلى الطبقة الكادحة المناضلة أن تكون عالمية أيضا. و عليه، كل مجهود وطني بحت و محدود يتمثل دورها في بناء حزب ثوري عالمي مصيره حتما الانحطاط على المستويين السياسي و التنظيمي. لذلك يجب على الماركسيين الأصليين العمل بدون كلل لبناء الحزب الثوري العالمي، أو أنهم سيفشلون في مهمتهم الأساسية.

 

إن الحزب الثوري – عمادته الأساسية تتمثل في ما دعت إليه مؤتمرات الأممية الشيوعية استنادا إلى تعاليم الثوريين العظماء : ماركس، أنجلس، لينين، لكسمبورغ و تروتسكي – لا يمكن أن ينشأ بضربة واحدة. إن الخاصية العالمية – لهذا الحزب- لابد أن تختبر سياسيا في نضال العمال و الكادحيين. و مع ذلك، فإن تنظيم نواة – بغض النظر عن حجمها الحالي – لبناء مثل هذا الحزب العالمي يجب أن تبدأ على الفور. و في حال كنا ننتظر من الآخرين القيام بهذه المهمة فلن يكون ذلك إلا بمثابة فعل سياسي ساخر؛  فالتدخل و الفعل بشكل جماعي على الصعيدين المحلي و العالمي هو الأمر الوحيد المقبول للثوري.

 

ندعو جميع الثوريين الثابتين على مبادئهم للبدء فورا بالاجتماع معا لمناقشة "رؤية ثورية" للصراع الطبقي و المضي قدما في بناء الحزب الثوري العالمي. و كخطوة أولى ملموسة في هذا الاتجاه، نقترح نحن التيار الشيوعي الثوري الدولي، جنبا إلى جنب مع المهتمين بهذا المشروع، إلى تنظيم مؤتمر دولي سنة 2017 التي تحتضن الذكرى المئوية الأولى لثورة أكتوبر، حيث أن هذا المؤتمر سيعمل على وضع الأسس للعمل الجماعي المشترك لتشكيل الحزب العالمي الثوري و الالتقاء الجماعي لمثل هذه المبادرة المشتركة لتنظيم منظمة عالمية للثوار غير ممكن إلا على أساس اتفاق بشأن المسائل الرئيسية للصراع الطبقي العالمي الحالي. و كما ذكرنا سابقا في وثيقة " رؤيتنا العالمية " نرى، نحن، التيار الشيوعي الثوري الدولي القضايا التالية على هذا النحو حجر الأساس للمرحلة السياسية الراهنة:

 

أولا، الاعتراف بازدياد وتيرة التنافس بين الدول الامبريالية الكبرى : الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، اليابان ، روسيا و الصين. و تكمن الامكانية الوحيدة في فهم ديناميكية الأزمات الرأسمالية و اتخاذ الموقف الصحيح، في حال اكتشف الواحد منا لا طابع الامبريالية المتعلق بالولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي و اليابان، و لكن أيضا من القوى الناشئة الجديدة مثل روسيا أو الصين. فقط على هذا الأساس من الممكن الوصول إلى البرنامج الصحيح في هذه المسألة و التي تتجسد في رؤية نضالية ثابتة ضد كل القوى الامبريالية. و هذا لا يعني أن الثوار يجب عليهم رفض تقديم الدعم لأي قوة عظمى في الصراعات  الداخلية الرأسمالية تحت شعار " العدو الرئيسي موجود في المنزل".

 

ثانيا، لابد  من صراع ثابت ضد الامبريالية. حيث، يجب على الثوار أن يكونوا داعمة أساسية إلى جانب القوى التي تمثل الشعب المظلوم الذي يحارب للإطاحة بالدول الامبريالية، كما على الثوار أن ينتصروا عسكريا لهذا الشعب المضطهد؛ بدون تقديم أي دعم سياسي للقيادة اللاثورية التي تتزعم حراك المضطهدين ( مثل البرجوازية الاسلامية الصغيرة و القوميين). و هذا الشأن ينطبق أيضا على الصراعات الداخلية ( و على سبيل الذكر : الشعب الشياشني المضطهد في روسيا )   و الحروب الخارجية ( مثال : أفغانستان، سوريا، مالي و الصومال) .

 

و بالمثل ينبغي للثوار أن يناضلوا من أجل توسيع الحدود في البلدان الامبريالية، و من أجل المساواة الكاملة للأقليات  القومية و للمهاجرين. و زيادة على ذلك، على الثوار أن يرفضوا تقديم دعم لقوة امبريالية على حساب قوة أخرى مثلها ( و على سبيل الذكر : بركسيت مقابل الاتحاد الأوروبي، كلينتون مقابل ترامب) .

 

ثالثا، يجب الاستمرار في تقديم الدعم للثورات العربية. الانتفاضات الشعبية الجماهيرية  في كل من تونس، مصر، ليبيا، اليمن و غيره  من البلدان التي تعد أهم تطور للصراع الطبقي حتى الآن منذ بداية مرحلة تاريخية جديدة انطلقت منذ سنة 2008. و لكن نظرا لعدم وجود قيادة ثورية عانت الجماهير المنتفضة عددا من الهزائم الرهيبة مثل : الانقلاب الذي قاده الجنرال السيسي في مصر سنة 2013، في شهر جويلية، أو ما يجري من ذبح للشعب السوري على أيدي الأسد و مؤيديه الأجانب. و مع ذلك، فإن العملية الثورية مستمرة، و هذا ما ينعكس في المقاومة الشعبية الجارية في سوريا، اليمن، مصر و المغرب... . و عليه، فعلى القوى الثورية الكلاسيكية  المتواجدة في هذه البلدان  تقديم الدعم اللامشروط  ضد الديكتاتوريات و القوى الرجعية، دون إعطاء أي دعم سياسي لقيادة لا ثورية ( مثل البرجوازية الإسلامية الصغيرة)

 

رابعا، يجب المشاركة في جميع التكتلات التي تناضل ضد برامج التقشف و ضد هجمات الرجعية على الحقوق الديمقراطية. الثوريون يرفضون، بل و يعارضون بشدة، كل أشكال السكترة التي ترفض المشاركة في نضالات الجماهير تحت ذريعة أن قيادتها تعوزها الثورية. و بدلا من ذلك يطبقون  تكتيك الجبهة المتحدة في نضال العمال و الفلاحين من قبل  القوات الإصلاحية ضد برنامج التقشف ( و على سبيل المثال لا الحصر نذكر النقابات، المنظمات الجماهيرية من الفلاحين و الأحزاب السياسية مثل مورينا في المكسيك، سيريزا في اليونان، بوديموس في أسبانيا ) أو ضد الانقلابات المناهضة للديمقراطية و الدكتاتوريات (  على سبيل المثال : الإسلاميين في مصر، المتمردون في سوريا ). و يجب أن يقترن مثل هذا  التوجه مع نضال ثابت ضد كل أشكال الشعبوية البرجوازية  الصغيرة؛ و للخروج  بالعمال و الفلاحين من هوة الشقاء التي قد تحدثها القيادات الهشة و الغير الثورية و المضي قدما في تشكيل الحزب الثوري العمالي.

 

 و مع ذلك، الاتفاق على أساس من هذا القبيل لا يمكن أن يعدو إلا نقطة انطلاق لمرحلة مكثفة من المناقشات و الإجراءات المشتركة. يبدو ضرورة تطوير فهم مشترك للنظرية الماركسية و البرنامج الذي يمكن أيضا أن يكون بداية لانتفاء المناقشات الحادة بين المنظمات. و من المهم أن نشير أيضا إلى أن مثل هذا البرنامج التشاركي لابد من اختباره قبل تنفيذه في الممارسة عن طريق الأنشطة المشتركة.

 

و من هنا فإننا ندعو جميع المنظمات التي تسعى بصدق لإنشاء حزب عالمي ثوري للانضمام إلى القوات المناضلة على أساس هذه الأعمدة الرئيسية.  و من أجل ترجمة فعلية لهذه الدعوة، يقترح التيار الثوري الشيوعي الدولي تشكيل لجنة تضم الثوار من أجل تشهيل عملية التواصل بين جميع القوى التي تتفق بشكل عام مع هذه النظرة. إن مهمة هذه اللجنة هي إعداد – سياسيا و تنظيميا – مؤتمر دولي في عام 2017. و الهدف من هذا المؤتمر سيكون مناقشة خطوات ملموسة للمضي قدما في تشكيل الحزب الثوري العالمي.

 

و نحن، التيار الشيوعي الثوري الدولي،  يقدم كل وثائقه الأساسية- و على وجه الخصوص وثائقه الأخيرة- لمناقشتها مع الثوريين المناضلين. و مع ذلك، فنحن نعرب عن استعدادنا الكامل لمناقشة وثائق من المنظمات الأخرى. و نحن متأكدون أن جميع الثوار المتشبعين بالأدبيات الماركسية سوف تكون لهم قدرة على وضع أسس لوثيقة تكون بمثابة حجر الأساس للعمل المشترك من أجل بناء حزب ثوري عالمي.

 

و نحن ندرك أنه ليس من السهل أبدا إنشاء منظمة دولية مشتركة مع القوات التي تحمل تجارب مختلفة و متنوعة. بل و على الثوريين أن يكونوا على قدر الاستعداد لخوض نقاش واسع من أجل اختبار مواقف مختلفة في الصراع الطبقي، و مع ذلك فإن المواقف المتقابلة و المختلفة لا يمكن أن تصبح ذات مصداقية إلا من خلال مناقشة صريحة مفتوحة تكون ضرورةً مثمرة.

 

و بالمثل، فإنه قد يكون من الضروري خلق مراحل من أجل الاستفادة منها، ولذلك علينا أن نتوجه في بادئ الأمر لصياغة وثيقة حاملة لبلورة واحدة. و لا داعٍ للتذكير بأهمية البدء في هذه الخطوة فورا.

 

أيها الرفاق، لا يمكننا إلا أن نحترم فقط إرث ثورة أكتوبر الاشتراكية سنة 1917، بل علينا أن نعمل بشكل جماعي في روح و على أساس الدروس التنظيمية للبلاشفة . دعونا نوحد قوانا في مواجهة مهمة تاريخية لجيلنا بقرار حاسم: إنشاء حزب عالمي ثوري باعتباره أهم أداة للطبقة العاملة في نضالها من أجل التحرر. و هو ما يجعلنا ندعو بشكل صارخ: دعونا نتقدم الآن معا.

 

 

 

لا مستقبل بدون اشتراكية

 

لا اشتراكية بدون ثورة

 

لا ثورة بدون حزب ثوري